هل “يتمرد” قائد الجيش؟
هدف ضرب الجيش وكما هو واضح سيبدأ من عملية إفراغ القيادة من القائد وهذه عملية يشارك فيها كثر بدءًا بمن يعطلون انتخاب رئيس للجمهورية مروراً بمن يرفضون تعيين رئيس للأركان وصولاً إلى من يرفضون التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون
كتب بسام أبو زيد لـ”هنا لبنان”:
في الهجوم على الجيش وقيادته من باب النازحين السوريين هناك من يدري وهناك من لا يدري أن ما يقوم به يصب في خانة الهدف الذي ينشده البعض وهو ضرب آخر مؤسسة يمكن أن تكون أساساً في بناء دولة يوماً ما.
هدف ضرب الجيش وكما هو واضح سيبدأ من عملية إفراغ القيادة من القائد وهذه عملية يشارك فيها كثر بدءًا بمن يعطلون انتخاب رئيس للجمهورية مروراً بمن يرفضون تعيين رئيس للأركان وصولاً إلى من يرفضون التمديد لقائد الجيش العماد جوزف عون وكل هؤلاء تلتقي مصالحهم السياسية والشخصية على إما الخلاص من الجيش وإما جعله أداة في أيديهم ما يحوله إلى مليشيا يستخدمونها في صراعاتهم في الداخل.
ولا بد من القول هنا إنه بمجرد أن يخلو منصب قائد الجيش سينشب صراع سياسي كبير يتعلق بالأمرة على الجيش، فوزير الدفاع موريس سليم أعد العدة من أجل تكليف أحد الضباط بقيادة الجيش وقد يكون اللواء بيار صعب، ولكن خطوة وزير الدفاع هذه لن توافق عليها أطراف سياسية أخرى وفي مقدمها رئيس الحكومة نجيب ميقاتي الذي قد يلجأ لاتخاذ قرار مضاد لقرار وزير الدفاع منطلقاً من أن اللواء صعب هو في المجلس العسكري التابع لوزارة الدفاع لا للجيش وبالتالي هل يذهب ميقاتي ومعه من يشاركون في جلسات الحكومة إلى تكليف ضابط آخر فتتعطل أمرة الجيش جراء الصراع السياسي الذي سيندلع لا سيما بين التيار الوطني الحر من جهة ورئيس الحكومة ومؤيديه من جهة ثانية؟
أيّ تعطيل يطال وحدة الأمرة في الجيش سيؤدي حتماً إلى حال من الفوضى والتقاعس داخل المؤسسة العسكرية وسيصاب النشاط الأمني والعسكري للجيش فوق مختلف الأراضي اللبنانية بحال من الوهن ويمكن لأطراف سياسية متعددة أن تستغل هذا الواقع للعمل على المزيد من الشرذمة والتفكك ومحاولة إقناع الرأي العام بأن الجيش ليس قادراً على حماية البلاد والعباد.
إن هذا الواقع المخزي الذي تحاول بعض الجهات السياسية اللبنانية تطبيقه يمكن تفاديه في حال الإصرار على استمرار تعطيل انتخابات رئاسة الجمهورية من خلال خطوة لا تزعج أحداً وهي تعيين رئيس للأركان في أسرع وقت ممكن يتولى قيادة الجيش في حال الفراغ في مركز القيادة، ويمكن أيضاً وبضغط دولي التمديد للعماد جوزف عون ولكن وزير الدفاع وفريقه السياسي مصممان على الخلاص منه ولو مهما اشتدت الضغوط، يبقى عندها أن يتمرد جوزف عون وأن يرفض مغادرة موقعه وهو تمرد مبرر بالحفاظ على مؤسسة تعني كثيراً للأكثرية الساحقة من اللبنانيين.
مواضيع مماثلة للكاتب:
في لبنان ما يستحق الحياة | تنفيذ ١٧٠١ محكوم بقرار “الحزب” | يحقّ لنا أن نسأل |