الجيش خط أحمر.. سور كنسي يحمي القائد!
العلاقة بين باسيل وقائد الجيش لم تكن يوماً سليمة ومستقرة من يوم التعيينات ومناقلات الضباط المسيحيين إلى علاقة قائد الجيش بوزراء الدفاع المحسوبين على التيار الوطني الحر، والذين تعاقبوا في عهد الرئيس ميشال عون
كتبت كريستل شقير لـ “هنا لبنان”:
بينما يقف لبنان على طرفي نقيض: الإنفجار والانفراج، وهو يبدو أقرب إلى الأول منه إلى الثاني، تأخذ المبارزة الداخلية حدًا خطيرًا مع ملامستها خطوط الصمود الأخيرة والتي تحفظها المؤسسة العسكرية الملجأ الوحيد والأخير لكل اللبنانيين.
وفيما تتسع مروحة الانتقادات للمؤسسة العسكرية، جاء الصدّ من البطريركية المارونية التي رفعت خطوطها الحمراء منعاً للمس بها أو التطاول عليها وقال البطريرك مار بشارة بطرس الراعي في عظة الأحد: إنجيل التضحية في سبيل الخير العام مزدرى عندنا في لبنان، عندما نرى مؤسساتنا الأمنية وعلى رأسها الجيش اللبناني مطعوناً بها على الرغم من تضحياتها لضمانة السلم الأهلي، وحماية الداخل والحدود في أحلك الظروف، فإنا نقدر جهودها وتضحياتها ووحدة صفوفها، وبخاصة عندما فرض السياسيون انقسام البلاد عمودياً، إلى شطرين. وإنا نشجب ما يساق من اتهامات بحق مؤسسة الجيش، وندعو إلى احترامها وتأييدها وتشجيعها فهي وحدها صمام الأمان للوطن.
وفي هذا الإطار، تستغرب مصادر متابعة كيف أن المؤسسة العسكرية تتعرض لإنتقادات تيار سياسي لطالما كان حصنها المنيع وبذل الغالي لصون كرامتها ومكانتها وتضحياتها وواجه منتقديها في مراحل سابقة مشيرة إلى أن ما يحصل ليس أمراً جديداً وما كان يقال همساً في خلاف رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل مع قائد الجيش بات علنياً لكن ما كان لافتًا هو ردّ قائد الجيش على انتقادات باسيل الذي لم يسمه بالاسم قائلاً: “نسمع الأصوات المشككة بدور الجيش في حماية الحدود انطلاقًا من مواقف سياسية معروفة… نحن مستمرون لأن هدفنا هو الوطن ومصلحته، فيما هدفكم مصلحتكم الشخصية. نحن نموت ليحيا الوطن، وأنتم تُميتون الوطن من أجل مصالحكم”.
وتضيف المصادر أنه ومنذ دخول اسم قائد الجيش العماد جوزيف عون السباق الرئاسي بات عرضة للسهام السياسية ومع سقوط الأسماء وبقاء اسم قائد الجيش متصدراً تحوم حوله المبادرات الخارجية لإنجاز الاستحقاق زاد التصويب عليه لكن من باب آخر هو النزوح السوري والتسلل غير الشرعي.
ومن جهته، رأى الكاتب والمحلل السياسي طوني بولس في حديث لـ “هنا لبنان” أن الحملة الممنهجة ضد المؤسسة العسكرية وقائدها، باتت مكشوفة الأهداف والخلفيات، لتحميل – وعن سوء نية – العماد عون مسؤولية فوضى الحدود والتسلل غير الشرعي والتهريب مبدياً تخوّفاً من أن يكون ثمّة ربط بين تصريحات باسيل التي تُصيب الجيش لإضعافه وبين مشاريع الفوضى المعدة للبنان.
واعتبر بولس أن الانهيار الذي تسببت به “المنظومة” ومن صلبها باسيل لم توفر أي مؤسسة باستثناء الجيش الذي استطاع قائده إبعاده عن الصراعات الداخلية، ما أعطاه الثقة الداخلية والدولية منبهاً إلى أن ضرب آخر المؤسسات الوطنية صموداً وآخر الشخصيات الذين يتمتعون بالمصداقية، ليس منافسة انتخابية شريفة وليس حقاً فالشعبوية في الخطر الذي يمر به لبنان ليست “غاية تبررها وسيلة” إنما استحضار “نيرون” الذي أحرق روما لطمع شخصي.
ويتردد دائماً في الكواليس السياسية أن العلاقة بين باسيل وقائد الجيش لم تكن يوماً سليمة ومستقرة من يوم التعيينات ومناقلات الضباط المسيحيين إلى علاقة قائد الجيش بوزراء الدفاع المحسوبين على التيار الوطني الحر، والذين تعاقبوا في عهد الرئيس ميشال عون فحراك 17 تشرين الأول 2019، وصولاً اليوم إلى ملف النزوح السوري حيث يصرّ التيار بلسان نوابه ووزرائه ومسؤوليه على أن من باستطاعته ضبط الحدود البحرية ومنع الثغرات يمكنه أيضاً ضبط الحدود البرية ومنع التسلل غير الشرعي والذي يشكل خطراً مضاعفاً عن الهجرة غير الشرعية في البحر.
مواضيع مماثلة للكاتب:
قمة “إجماع عربي” في الرياض.. ولبنان سيحضر في البيان الختامي! | “المجاري” تغزو الساحل.. روائح كريهة تخنق المواطنين وتهدد حياتهم! | العقوبات الأميركية على “الحزب” لن تتوقف.. فهل يتأثر؟ |