بعد جبهة مشتعلة في “الجنوب”.. كيف يبدو الوضع فجر اليوم؟
أفادت الوكالة الوطنية للإعلام بأنّ “حال من التوتر والهدوء الحذر والترصد الأمني يسود في القطاع الغربي والمناطق المحاذية للخط الأزرق, حيث توقفت قوات “اليونيفيل” عن تسيير دورياتها المؤللة والراجلة، فيما تشهد المناطق التي تعرضت للقصف امس نزوحًا للأهالي من أطفال ونساء”.
وكانت معظم المدارس الرسمية والخاصة أقفلت أبوابها اليوم في قضاءي صور وبنت جبيل خوفاً من تدهور الوضع الأمني.
وشهدت الحدود اللبنانية فجر أمس اشتباكات بالأسلحة الخفيفة والقذائف عند حدود بلدة الضهيرة.
ونفذ الجيش الإسرائيلي قصفا مدفعيا ومروحيا للمنطقة المحيطة بمكان وقوع الحدث، وامتد ليشمل أطراف بلدة مروحين والبستان والزلوطية ويارين والناقورة، وصولا إلى بلدة عيتا الشعب في قضاء بنت جبيل، التي شهدت قصفا مركزا استمر لنحو ساعة ونصف.
وقالت الوكالة الوطنية للإعلام، التابعة للدولة اللبنانية، إن مجموعة مؤلفة من أربعة أشخاص تسللت عند حدود بلدة الضهيرة نحو موقع الضهيرة العسكري الإسرائيلي حيث تم رصدهم وحصل اشتباك بين الطرفين.
وقالت “يونيفيل” في بيان على منصة “أكس” إن جنود حفظ السلام التابعين لها رصدوا، بعد ظهر الاثنين، “انفجارات بالقرب من بلدة البستان في جنوب غربي لبنان”.
ونفى مسؤول في “حزب الله”،لـ”رويترز”، تنفيذ الجماعة أي عملية داخل إسرائيل، فيما شهدت الحدود محاولات تسلل عدة، وإطلاق قذائف هاون سقط عدد منها داخل الأراضي الإسرائيلية.
وأعلنت “سرايا القدس”، مسؤوليتها عن عملية التسلل، وتحدثت عن “إصابة 7 جنود إسرائيليين بينهم إصابة خطرة”.
وكان الجيش الإسرائيلي قد أعلن عن قتله خمسة مسلحين حاولوا اجتياز الحدود اللبنانية نحو شمال إسرائيل.
فيما أعلن حزب الله عن استهداف ثكنة برانيت- مركز قيادة فرقة الجليل وثكنة أفيفيم بالصواريخ الموجهة وقذائف الهاون رداً على الاعتداءات الإسرائيلية ومقتل 3 من عناصره.
أضرار وإصابة ضابط في الجيش اللبناني
تسبّب القصف الإسرائيلي الذي استهدف القرى الحدودية في الظهيرة ويارين والبستان ويارين في قضاء صور بتضرر عدد من المنازل والمحال التجارية.
وأصيبت “سوبرماركت المختار” في بلدة الظهيرة ومنزل رئيس بلدية الظهيرة عبدالله الغريب كما تضررت سيارته، وتضرر ايضا عدد من المنازل لآل ياسين جراء تساقط القذائف، كذلك تضررت البنى التحتية في المنطقة الممتدة بين الظهيرة وحتى مروحين، وفق الوكالة الوطنية للإعلام.
فيما أعلنت قيادة الجيش- مديرية التوجيه في بيان، أنه “بتاريخ ٢٠٢٣/١٠/٩ تعرضت مناطق حدودية في الجنوب للقصف من قبل العدو الإسرائيلي. وقد سقط عدد من قذائف الهاون في باحة مركز للجيش في خراج بلدة رميش، ما أدى إلى إصابة ضابط بجروح طفيفة”.
تسجيل تحليق لطائرة استطلاع إسرائيلية، نوع “ام كا”، على علو شاهق فوق مزارع شبعا- تلال كفرشوبا وصولا الى حاصبيا، تزامناً مع تحليق مكثف للطيران الاسرائلي فوق المناطق المحتلة.
ميقاتي يتابع أوضاع الجنوب
وكان رئيس الحكومة نجيب ميقاتي قد تابع الوضع في جنوب لبنان عبر سلسلة من الاتصالات الدولية والعربية والمحلية. وتلقى إتصالات من عدد من رؤساء الدول والحكومات في الاطار ذاته.
وشدد رئيس الحكومة خلال هذه الاتصالات على”ان الاولوية لدى الحكومة هي لحفظ الامن والاستقرار في جنوب لبنان واستمرار الهدوء على الخط الازرق والالتزام بالقرار 1701 ووقف الانتهاكات الاسرائيلية المستمرة للسيادة اللبنانية جوا وبحرا وجوا والانسحاب من الاراضي اللبنانية التي لا تزال محتلة”.
وقال رئيس الحكومة :”ان الاتصالات التي قمت بها أكدت حرص الدول الصديقة والشقيقة على بقاء لبنان في منأى عن تداعيات الوضع المتفجر في الاراضي الفلسطينية، وحمايته”.
وجدد الرئيس ميقاتي التأكيد “أن تحصين لبنان في وجه التطورات العاصفة يقتضي الاسراع في انتخاب رئيس جديد ووقف التشنجات السياسية القائمة، فالخطر الذي يتهدد لبنان لا يصيب فئة معينة او تيارا سياسيا واحدا ، بل ستكون له، لا سمح الله،انعكاسات خطيرة على جميع اللبنانيين وعلى الوضع اللبناني برمته”.
وتابع رئيس الحكومة: ” في هذه الظروف العصيبة التي تمر بها المنطقة، لم يعد مقبولا ان تستمر التجاذبات الداخلية والانقسامات على مسائل تجاوزتها الاحداث الداهمة والتداعيات المحتملة. فلتتوقف مواقف الشحن والتحريض، ولتتوحد كل الارادات في مرحلة هي من دون مبالغة من أخطر المراحل التي يمر بها لبنان والمنطقة وأكثرها ضبابية لناحية التوقعات والخيارات والاحتمالات”.
وفي الملف الفلسطيني، قال رئيس الحكومة :”ان ما يجري في داخل الاراضي الفلسطينية هو نتيجة حتمية لنهج العدو الاسرائيلي ضد الشعب الفلسطيني ومطالبه المحقة.
أما الحل لهذا الصراع المفتوح على الدم فيبدأ بتحمل المجتمع الدولي لمسؤولياته في الضغط على إسرائيل لحملها على العودة الى خيار السلام بمرجعياتها المعروفة، لا سيما مبادرة السلام العربية التي صدرت عن قمة بيروت العام 2002، وما عدا ذلك فهو امعان في الدوران في دوامة العنف التي لن تفيد أحدا”.
موقف لافت لجنبلاط
في السياق نفسه رأى رئيس الحزب التقدمي الاشتراكي السابق وليد جنبلاط، أمس إن الشعب الفلسطيني يقاوم الاحتلال الإسرائيلي، ولا أفهم بعض التصريحات من بعض أقطاب الممانعة في لبنان حول تدمير إسرائيل فلسنا بحاجة الى صراع يهودي – إسلامي.
وأضاف في حديث للـmtv: “من حق الشعب الفلسطيني الذي يناضل من أجل الحرية الحصول على سلاح ودعم، وأنصح بعودة حركة فتح والسلطة الفلسطينية الى أصولها وكفى سلطة وهمية لا علاقة لها بالواقع”.
وطلب جنبلاط من “حزب الله”، ضبط الجنوب أكثر من أي وقت مضى خصوصاً من بعض التنظيمات التي قد تتسلّل الى الأراضي المحتلة، وقال: “سأتواصل مع الحزب وكلام رئيس كتلة “الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد عن أنه آن الأوان لزوال إسرائيل غير مفيد”.
مواضيع ذات صلة :
بالتفاصيل: إنذار إسرائيلي للضاحية.. وإنذاران للجنوب! | الجنوب تحت نيران القصف العنيف… وتحذيرات إسرائيلية جديدة! | الغارات على الجنوب لا تتوقف… وللجيش اللبناني حصة من الإستهداف! |