لودريان عائد.. وهذا ما يحمله في جعبته من مفاجآت في الملف الرئاسي
عودة لودريان ستكون مختلفة هذه المرة عن سابقاتها وهذا ما ستظهر معالمه عند السؤال حول الاختراق الذي من المتوقع أن يحدثه في الملف الرئاسي
كتبت نايلة المصري لـ “هنا لبنان”:
بعيداً عن المبالغة، يبدو أنّ الملف الرئاسي اللبناني قد عاد إلى نقطة الصفر، عقب عدم تمكن الموفد القطري من التوصل إلى اتفاق حول اسم المرشح الثالث لرئاسة الجمهورية، نظراً لتمسك كل طرف بمرشحه، بانتظار تراجع ما يتم العمل على إيجاد مخرج له يحفظ ماء وجه الطرفين.
في هذا الوقت، عاد الحديث عن عودة مرتقبة للموفد الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان إلى لبنان في منتصف هذا الشهر. وفي هذا الإطار، أشارت المعلومات إلى أن هذه الزيارة ستختلف عن سابقاتها بعدما تبدلت وتغيرت الأجندة الفرنسية، إذ وبحسب المعلومات فإن لودريان سيشرع في لقاءاته في البحث في الخيار الثالث دون سواه وبالتالي فإن معادلة سليمان فرنجية ورئاسة الجمهورية قد سقطت.
كما أشارت المعلومات إلى أن اللقاء الأخير الذي جمع لودريان بوزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان كان واضحاً جداً لناحية التناغم الفرنسي – السعودي على مجموعة أمور لعل أبرزها الإسراع في انتخاب رئيس وإنقاذ لبنان من أزماته من خلال البحث عن خيار ثالث بين الأسماء المطروحة والتي باتت معروفة ولا تحتاج إلى أي قراءة أو متابعة، إضافة إلى ضرورة أن يكون هناك سلة شاملة وكاملة لناحية انتخاب رئيس للجمهورية والاتفاق على رئيس حكومة، وأن تشكل حكومة في أسرع وقت من أناس مشهود لهم ومن ثم أن يعقد مؤتمر للدول المانحة على أن يتم بعدها الإفراج عن أموال سيدر المقدرة بـ 11 مليار دولار.
ومن هنا، تؤكد المصادر أنّ عودة لودريان مختلفة هذه المرة عن سابقاتها وهذا ما ستظهر معالمه عند السؤال حول الاختراق الذي من المتوقع أن يحدثه في الملف الرئاسي، خصوصاً وأنّ لودريان سينطلق مما أنجزه الموفد القطري من تواصل مع مختلف الأطراف لا سيما حزب الله.
وعليه، تتابع المصادر: مهمة لودريان لن تنتهي، بل إنّ زياراته ستكون متتالية إلى بيروت، حيث سيعرض في خلال زيارته المقبلة خطوطاً عريضة على المسؤولين على أن يكون له بعدها موقف واضح وربما مفاجأة مدوية في الملف اللبناني، ومن هنا يمكن الحديث عن خرق ما سيحمله الموفد الفرنسي في إطار البحث الذي سيجريه مع الأطراف اللبنانية.
الملف اللبناني عالق إذاً بين دوائر القرار الدولي والتعنت الداخلي بانتظار حدث دولي إقليمي يغير المعادلات على الأرض، على الرغم من أن هذا الأمر قد يكون بعيد المنال.