باسيل و”عقدة” قائد الجيش!
لا يزال باسيل يخوض حربه المفتوحة ضد العماد عون لقطع طريقه إلى بعبدا، ومنع التمديد له على رأس المؤسسة العسكرية
كتبت ريتا صالح لـ”هنا لبنان”:
لا يكلّ رئيس التيار الوطني الحر النائب جبران باسيل ولا يملّ من تصويب سهامه على الشخصيات المارونية المرشحة جدياً لرئاسة الجمهورية، وخصوصاً تلك التي تتعارض مع سياسته المحلية والإقليمية والدولية، وعلى رأسها اليوم قائد الجيش العماد جوزف عون.
فقد شنّ باسيل هجوماً عنيفاً على قائد الجيش خلال مؤتمر صحفي عقده منذ أشهر، متّهماً إياه بالفساد وبأنّه يخالف قوانين الدفاع والمحاسبة العمومية، وبأنّه يأخذ بالقوّة صلاحيات وزير الدفاع في حكومة تصريف الأعمال موريس سليم، بالإضافة إلى اتّهامه بأنه يتصرّف بصندوق الأموال الخاصة وبممتلكات الجيش اللبناني. وبدا واضحاً أنّ هذا الهجوم يندرج في صراع باسيل للوصول إلى سدة رئاسة الجمهورية، وخلافة الرئيس السابق ميشال عون. فخوف باسيل من انتخاب العماد جوزف عون رئيساً للجمهورية بات واضحاً، وخصوصاً أن الأخير يتمتع بعلاقات جيدة مع الخارج والداخل، فجميع الكتل النيابية مقتنعة بنظافة كفّه وحسن أخلاقه ووطنيته، كما أنه يتمتع بالمواصفات المطلوبة والجدية والإنقاذية للوصول إلى قصر بعبدا.
وعلى الرغم من الأوضاع المأساوية التي يعيشها لبنان واللبنانيون، والحاجة الملحّة لإيجاد حلول والبدء بالإصلاحات المطلوبة، وأوّلها إنتخاب رئيس للجمهورية، لا يزال باسيل يخوض حربه المفتوحة ضد العماد عون لقطع طريقه إلى بعبدا، ومنع التمديد له على رأس المؤسسة العسكرية، والتي تعتبر بالرغم من كل الظروف، المؤسسة الوحيد الصامدة من دون “فساد” مسؤوليها. وتشير المعلومات إلى أن باسيل مصمّم على ملاحقة العماد عون قضائياً، منتظراً انتهاء ولايته.
وفي هذا الإطار، يشير الصحافي والكاتب السياسي طوني أبي نجم في حديث لـ “هنا لبنان” إلى أن باسيل يفتعل كل المعارك الممكنة وبكافة الوسائل لقطع الطريق أمام العماد جوزف عون، سواء في الموضوع الرئاسي، أو بموضوع سنّ التقاعد، وذلك لعدم التمديد له لولاية جديدة في قيادة المؤسسة العسكرية. وأضاف أنّ باسيل يحاول خرق الدستور والقوانين من خلال محاولة العمل على إيصال العميد الركن بيار صعب لقيادة الجيش اللبناني خلفاً للعماد عون، وذلك بعد تاريخ 9 كانون الثاني 2024، مع العلم أن نصوص القانون واضحة في موضوع قيادة الجيش، فلا أحد يمكنه أن يستلم قيادة الجيش في حال شغور موقع القيادة إلّا رئيس الأركان. كما اعتبر أبي نجم أن باسيل من أجل أن يأتي “بزلمه” والتابعين له يسعى لخرق كل القوانين، مشدداً على أن هذا الموضوع لن يحصل، فاليوم هناك إجماع وتوافق سياسي شامل من قبل كل الأطراف السياسية وكل المسؤولين في البلد، باستثناء باسيل، على ضرورة بقاء العماد عون في اليرزة في موقعه بقيادة الجيش. وأكد أن الاتفاق على التمديد للعماد عون قد تمّ، ويبقى تنفيذه فقط، معتبراً أنّ باسيل قد خسر الرهان مرّة جديدة، وكل الحملات الإعلامية لمحاولة تشويه صورة قائد الجيش قد باءت بالفشل، لأن الجميع يعرف مدى نزاهة العماد جوزف عون، مؤكداً أن لا أحد من اللبنانيين يقبل التطاول على قائد الجيش.
وعن الملف الرئاسي، قال أبي نجم أنه طالما انتخاب الرئيس مؤجل حتى إشعار آخر، فوجود العماد عون في اليرزة يعزز فرصه كمرشح أول لرئاسة الجمهورية، والمرشح الأكثر حظوظاً للتوافق، مشيراً إلى أن هذا الأمر أفقد باسيل صوابه.
في الواقع اللبناني، لا تنتهي المعارك السياسية، ورغم صعوبة الأوضاع الراهنة على كافة الأصعدة، وخصوصاً بعد الأحداث الإقليمية الأخيرة، لم يبقَ أمام السياسيين والمسؤولين إلّا التوافق والتحاور فيما بينهم لحلّ الأزمات بعيداً عن النكد السياسي..
مواضيع مماثلة للكاتب:
الصحة الإنجابية في خطرٍ كبير… لبنان كالصين: ولد واحد لكل عائلة! | القطاع التعليمي في لبنان عالق بين “الردّين” و”المفاوضات” | أحداث الجنوب تربك اللبنانيين.. إلغاء رحلات ورفع للأسعار! |