غزوة عوكر
لم يتصرف هؤلاء “المسالمون” سوى كالغزاة الحاقدين، وقد تركوا خلفهم ما يؤكد أنهم جاؤوا لا لإسماع صوت الحق والإنسانية، إنما جاؤوا بعقلية الغازي لمنطقة معادية
كتب عمر موراني لـ “هنا لبنان”:
ماذا جاؤوا يفعلون، نخب الرعاع ووحدات المشاغبين، في عوكر؟
أَلنصرة غزة وإسماع صوتهم إلى العالم؟ أو للتظاهر السلمي على مشارف السفارة الأميركية حليفة إسرائيل؟ أو لاحتلال السفارة الأميركية كما فعل موتورو الثورة الخمينية في 4 تشرين الثاني 1979؟
ألا يعرفون أنّ للجيش اللبناني، نقاطاً ثابتة حول السفارة الأميركية التي تعرّضت للتفجير على يد إرهابيين جهاديين في العام 1984 وبالتالي لن يُسمح بأيّ خرق أمني تحت أيّ مسمى؟
يعرفون جيداً، ورغم ذلك، أصرّوا على “قبع” السياج الشائك والوصول إلى سفارة العدو الأمريكي مهما كلّف الأمر لمواجهة حاميتها أو احتلالها أو ترهيب العاملين فيها من رأس الهرم السفيرة دوروثي شيّا (أو شاي) إلى كل الطاقم.
جاؤوا، ملثّمين وكاشفي الوجوه، وحول أعناقهم الكوفية الفلسطينية. جاؤوا من بيروت والمخيّمات الفلسطينية رافعين أعلام فلسطين والحزب السوري القومي الاجتماعي ومنظمات رضعت كراهية أميركا من الأثداء، إنتقلت هذه القوى الشبابية من وسط بيروت إلى وسط المتن الساحلي في حافلات صغيرة تتقدمها “موتسيكات” الغضب والهدف واضح: غزو عوكر.
لم يتصرف هؤلاء “المسالمون” سوى كالغزاة الحاقدين في شارع قبلان الأشقر. وأستاذ قبلان، رحمه الله، ينتمي إلى الخط القومي. عيب كرمال ذكراه.
كما في الليل (ليل الثلاثاء) كذلك في وضح النهار (بعد ظهر الأربعاء). رفعوا شعارات دينية. تصرفوا بعدائية تجاه المكان. سعدنات. رشق حجارة. رمي زجاجات باتجاه وحدات الجيش التي التزمت “طول البال” قبل أن تطارد الغزاة الذين تركوا خلفهم ما يؤكد أنهم جاؤوا لا لإسماع صوت الحق والإنسانية، إنما جاؤوا بعقلية الغازي لمنطقة معادية.
افتقدت تظاهرة عوكر فرسان العداء المستفحل لأمريكا مثل زاهر الخطيب (83 عاماً)ونجاح واكيم (77 عاماً) وحنا غريب إلى خطباء “الجهاد” والحركات الأصولية. أسامة سعد “يحمّي” في صيدا. عذره معه.
هم، هؤلاء الغزاة، أو من يشبههم تعرّضوا لأحد فروع “ستار باكس” الكائنة في منطقة على “مطال” شغبهم، وهم أو من يماثلهم في الرقي حطّموا فرعي ماكدونالدز في صيدا وفي عين المريسة “إعتراضاً على تبرّع الشركة بوجبات مجانية للجيش الإسرائيلي”.
تشريد العاملين اللبنانيين في ماكدونالدز يندرج في إطار التصدي للمشاريع. فروع “ماكدونالدز” في دمشق ودرعا وحلب بخير يا جماعة الخير.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |