قطع الاتصالات عن غزّة ومنظمات إنسانية تحذّر!
خرجت غزة منذ مساء أمس الجمعة عن التغطية بشكل شبه كلي، وعزل عنها التواصل مع العالم الخارجي، وسط القصف الجوي والبري الإسرائيلي المكثف.
ووصفت وكالة الأنباء الفلسطينية “وفا” الغارات الإسرائيلية بـ”العنيفة وغير المسبوقة”. وذكرت أن القنوات التلفزيونية المحلية التي تنقل تطورات الأحداث انتقلت إلى “الاعتماد على الأقمار الصناعية لنقل الصورة والتواصل مع مراسليها، في ظل توقف الاتصالات العادية أو المعتمدة على الإنترنت”.
وتصاعدت أصوات العديد من المنظمات الإغاثية والإنسانية، من ضمنها الهلال الأحمر الفلسطيني وأطباء بلا حدود، والأمم المتحدة، ومنظمة العفو الدولية، محذرة من مخاطر قطع الاتصالات عن القطاع.
واعتبرت مجموعات مستقلة لمراقبة الإنترنت أن هذا التعتيم على الاتصالات هو الأسوأ على الإطلاق منذ بدء الحرب بين إسرائيل وحماس في 7 تشرين الأول.
لا تواصل مع فرق الإغاثة
وقالت جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني، إنها انقطعت عن الاتصال “بشكل كامل” مع غرفة العمليات في قطاع غزة وعن كافة طواقمها العاملة فيه.
وتابعت الجمعية في بيان نشرته عبر شبكة التواصل الاجتماعي “إكس”، قائلة: “لقد تطور وضع ينذر بالقلق في غزة حيث فقدنا الاتصال بطواقمنا على الأرض”. لافتة إلى أن “الاتصال انقطع في ظل قطع السلطات الإسرائيلية لشبكات الاتصالات الأرضية والخلوية والإنترنت بشكل كامل”.
وأعربت الجمعية عن شعورها بالقلق الشديد بخصوص “إمكانية استمرار طواقمها في تقديم خدماتها الإسعافية”.
ليلة هي “الأعنف”.. وتوّغل برّي
وتعرض شمال قطاع غزة، مساء الجمعة، لقصف إسرائيلي “هو الأعنف” منذ بداية الحرب الأخيرة، اذ أطلق الطيران الإسرائيلي بكثافة مجموعة من الصواريخ على بيت حانون وبيت لاهيا، وجباليا شمال القطاع، بالتزامن مع قصف للزوارق الحربية الإسرائيلية على وسط مدينة غزة.
وتوغلت مجموعات من القوات الإسرائيلية البرية، مختبرة “الاجتياح” المرتقب وفق ما أكد عدد من الخبراء والمحللين العسكريين.
إلى ذك أكدت حركة حماس اليوم السبت أن “مقاتليها في غزة مستعدون لمواجهة هجمات إسرائيل “بقوة كاملة” بعدما وسع الجيش الإسرائيلي هجماته الجوية والبرية”.
كما أكدت أن “كتائب القسام وكل الفصائل الأخرى بكامل جهوزيتها تتصدى وتحبط التوغلات”. وشددت على أن رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو لن يتمكن من تحقيق أي إنجاز عسكري”.
اسرائيل: القرار قد اتخذ
في السياق أوضح عدد من المسؤولين الإسرائيليين لموقع “أكسيوس” أن قرار توسيع العمليات البرية في غزة اتخذه مجلس الحرب الإسرائيلي مساء الخميس بعد وصول المباحثات بشأن إطلاق محتمل لسراح المحتجزين من قبل حماس في غزة إلى طريق مسدود.
بدورهما رأى مسؤولان مصريان أن القصف الإسرائيلي المكثف جاء كمحاولة للضغط على حركة حماس من تقديم تنازلات في مفاوضات الرهائن، وفق “وول ستريت جورنال”.
وكانت جولة جديدة من المفاوضات غير المباشرة انطلقت يومي الخميس والجمعة بين إسرائيل وحماس من أجل التوصل إلى اتفاق محتمل لحول ملف الأسرى، حسبما ذكر مسؤولون مطلعون على المحادثات قبل أن تكثف إسرائيل قصفها لقطاع غزة.
لكن خلال المفاوضات، التي توسطت فيها قطر ومصر، طالبت الحركة بوقف إطلاق النار وإدخال المزيد من المساعدات الإنسانية إلى غزة، بما في ذلك الوقود، مقابل إطلاق سراح بعض الأسرى المدنيين، وفقا للمسؤولين. إلا أن إسرائيل رفضت هذا الطلب مجددا.
جاء هذا بعدما انهارت جولة سابقة أيضا من المفاوضات جراء رفض تل أبيب الموافقة على دخول الوقود إلى القطاع المحاصر، مخافة أن يستخدمه مقاتلو القسام الجناح المسلح لحماس.
ومنذ الحرب التي اندلعت بين الفصائل الفلسطينية وإسرائيل إثر الهجوم المباغت الذي شنه مقاتلون من حماس على قواعد عسكرية ومستوطنات إسرائيلية في غلاف غزة، فرضت القوات الإسرائيلية حصارا مطبقا على القطاع، مانعة دخول الوقود وقاطعة الكهرباء ومياه الشرب، فضلا عن الاتصالات والإنترنت أمس الجمعة.
فيما لم يدخل سوى ما يقارب 85 شاحنة مساعدات عبر معبر رفح الحدودي مع مصر، ما يشكل أقل بكثير من الاحتياجات اليومية لسكان غزة البالغ عددهم نحو 2.3 مليون.
مواضيع ذات صلة :
مجلس الأمن يفشل بتبني قرار وقف النار في غزة | قطاع المطاعم يدفع فاتورة “جبهة الإسناد”: من ينقذه؟ | ماكرون: لا شيء يبرر عدد القتلى الكارثي في غزة |