“السيد” يملأ الفراغ في أربعِ ثوانٍ.. ويدير ظهره للّبنانيين!
لا يستطيع نصرالله قول أيّ شيء فحسابات الحرب ليست مناسبة للحزب، وبالتالي يأتي تظهير هذه الصور والتركيز على مقولة حزب الله هم الغالبون وشهداء على طريق القدس في سياق التعويض وملء بعض الفراغ
كتبت نسرين مرعب لـ “هنا لبنان”:
في ثوانٍ معدودة، ظهر أخيراً أمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله، دون أن يمنح أبناء حزبه “نظرة” أو موقفاً.
فالسيد، الذي لم يتخطَّ ظهوره الأربع ثواني في فيديو لا يتعدّى طوله الـ13 ثانية، مرّ مرور الكرام، مانحاً الأفضلية لعلم الحزب الذي أنعم عليه بنظرة خاطفة، أما متابعوه ومناصروه والمترقبون من اللبنانيين، فكان نصيبهم إدارة الظهر!
الفيديو ما إن انتشر، حتى بدأ “الجمهور” يربط بينه وبين صمت السيد الذي قيل إنّه جزء من المعركة.
فيما رأت وسائل إعلام إسرائيلية أنّ هذا الفيديو، قد يكون إشارة لما هو قادم.
الفيديو، الذي أحدث جدلاً عبر مواقع التواصل جاء إلى حدّ ما في سياق الرسالة “الدعائية” التي أراد الحزب إيصالها للسائلين عن غياب السيد، وكأنّ نصرالله أراد من خلاله أن يؤكد على متابعته لما يجري من أحداث، وأنّهم الطرف المنتصر في المعركة، لذلك كان التركيز على شعار حزب الله هم الغالبون، دون غيره من التفاصيل.
إلى ذلك لا يمكن قراءة هذا الفيديو دون العودة للرسالة التي سبقته والتي طالب فيها نصرالله مناصريه وإعلامه بتمييز شهداء طوفان الأقصى بعبارة “على طريق القدس”، ليبقى السؤال: ما الهدف؟ أو ماذا بعد؟
في هذا السياق رأى الصحافي علي الأمين في اتصال مع “هنا لبنان” أنّ هذا الظهور هو “ملء لجزء من الفراغ الذي سبّبه غياب السيد عن المنبر، إذ أنّ السؤال الأساسي هو حول سبب عدم خروجه وحديثه، خاصّة وأنّه عوّد جمهوره أن يخرج في الكثير من المناسبات المهمة والأقل أهمية من هكذا حدث”.
وتابع: “في موضوع أساسي مثل المواجهة مع إسرائيل، كثر يترقبون ظهور نصرالله، وبالتالي فإنّ الهدف من هذه الإشارات هو القول أنّ نصرالله حاضر ويدير المعركة”.
إلى ذلك شدّد الأمين على أنّ “هذا الظهور لا يلغي السؤال الجوهري المرتبط بموقف نصرالله وإطلالته وما يمكن أن يقوله في ظلّ العملية الإسرائيلية التي تستهدف قطاع غزة، فهذه المعركة يترقبها كثيرون من المؤيدين لخطّ نصرالله والممانعة، وليس عادياً غيابه في لحظة تاريخية كهذه وليس عادياً أيضاً ألّا يعلن المواجهة أو خوض المعركة”.
وختم الأمين قائلاً: “في المحصلة، لا يستطيع نصرالله قول أيّ شيء فحسابات الحرب ليست مناسبة للحزب، وبالتالي يأتي تظهير هذه الصور والتركيز على مقولة حزب الله هم الغالبون وشهداء على طريق القدس في سياق التعويض وملء بعض الفراغ لإثارة الأسئلة، وهذا مفيد لحزب ولنصرالله بالحد الأدنى، إذ يتم التأكيد على الوجود غير أنّه في المقابل لا يقلّل من فداحة الغياب عن المنبر”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
أين لبنان؟.. يا فيروز! | سليم عياش.. “القاتل يُقتل ولو بعد حين”! | نعيم قاسم “يعلّم” على الجيش.. الأمين العام “بالتزكية” ليس أميناً! |