عن “حامي حقوق المسيحيّين” في لبنان
كتب داني حداد في موقع mtv:
انطلقت رسميّاً، في 17 تشرين الأول 2019، معركة تشويه صورة النائب جبران باسيل. صُوّر الرجل وكأنّه يختصر الفساد كلّه، منذ العام 1991 وحتى اليوم. وتحوّل، بنظر كثيرين، الى المسؤول الأول عمّا بلغه البلد من انهيار.
هذه الصورة ظالمة وخاطئة عن باسيل. ولكن من حقّنا، نحن من نحرص على الموضوعيّة في مقاربة “ظاهرة باسيل”، فننتقد في مكانٍ ونشيد في آخر، أن نتوقّف عند شعار الدفاع عن حقوق المسيحيّين الذي يُرفع منذ فترة، والذي يعتبر من بين أبرز الأسباب المعلنة لعرقلة تأليف الحكومة.
يُصوَّر باسيل، من قبل أنصاره ومحبّيه، على أنّه “حامي حقوق المسيحيّين”. هو يريد أن يسمّي المسيحيّون وزراءهم. هذا أمر جيّد، ما دام الأمر نفسه يُطبّق على الطوائف الأخرى. ولكنّ الدفاع عن حقوق المسيحيّين يجب أن يشمل مجالات أخرى، وكان يجب أن يبدأ منذ سنوات.
من الجيّد أن يتمّ الدفاع عن حقوق المسيحيّين في لاسا التي يخشى بعض أهلها سلب حقوقهم بأراضيهم. والقانون هو الذي يفصل هنا، ويعطي لكلّ صاحب حقّ حقّه.
ومن الجيّد أن يتولّى باسيل ملف منطقة الرويسات الجديدة، حيث يحتلّ كثيرون، منذ سنواتٍ طويلة، عقارات واحدة من أجمل تلال المتن المطلّة على البحر. هذه عقارات يملكها مسيحيّون، ومحتلّة من غير المسيحيّين، وارتفعت عليها أبنية خلافاً للقانون. هذا حقٌّ لمسيحيّين، وعلى باسيل أن يعمل على استعادته.
وثمّة أمثلة كثيرة مشابهة، في الضاحية الجنوبيّة وفي البقاع والجنوب، وفي المخيّمات مثل الميّة وميّة، وعلى القانون أن يفصل فيها كلّها، وهذا مطلبٌ يُرفع لرئيس الجمهوريّة، الذي يُلقّب، بفعل الموقع الذي يشغله، “حامي الدستور”.
إلا أنّ المطلب الأبرز الذي يجب تحقيقه لحماية حقوق المسيحيّين هو القدرة على استمرارهم بالعيش في هذا البلد، واصطحاب أولادهم الى مدارسهم التي تقدّم تعليماً جيّداً، والى جامعاتهم التي خرّجت متفوّقين، وعدم الشعور بالذلّ على أبواب مستشفيات أسّستها إرساليّات ورهبانيّات وجامعات، وكانت تجذب مرضى من العالم العربي كلّه، والاستفادة من رواتب تمنحهم الحقّ بالعيش الكريم.
ما عدا ذلك ليس تحصيل حقوق لطائفة بل لأشخاص.
مواضيع ذات صلة :
استهداف الصحافيين في حاصبيا: تحقيقات تكشف تفاصيل الهجوم | من ديرميماس إلى الخيام.. جبهات الجنوب “مشتعلة” وغارات مكثفة تستهدف القرى! | الجيش الإسرائيلي: هذا ما استهدفناه صباحاً في الضاحية |