الرباعي العوني
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
تبدو الأحزاب والحركات والتيارات اللبنانية أقرب ما تكون إلى تنظيمات عائلية منها إلى أحزاب تحمل مشاريع، فـحزب “الوطنيّون الأحرار” هو الحزب الشمعوني بامتياز، انتقل، ولو انتخاباً غير مطعون فيه، من الرئيس كميل شمعون، إلى الريّس داني فالريّس دوري ثم آلت الرئاسة إلى كميل شمعون الحفيد، وحزب الكتائب اللبنانية هو حزب “الجميّليين” بامتياز. العيلة رافعةً الحزب وعصبه، وهذا ما أدركه رؤساء الحزب السابقون جورج سعادة كريم بقرادوني وإيلي كرامة، ولو وُجد وريثٌ من آل الجميّل راشد أو متوافر يوم تولّوا الرئاسة، لما آلت إليهم. والحزب التقدمي الإشتراكي هو الحزب الجنبلاطي، والحزب الديمقراطي اللبناني هو حزب المير طلال ودارة خلدة… وحزب الكتلة الوطنية هو حزب “الإديين” بامتياز، وبعد العميد كارلوس المصير، مصير الحزب، بين كفيّ بيار عيسى! أما حركة أمل، فلم تخضع بعد إلى امتحان ديمقراطي جدي، وإن رغب أبو بمصطفى بتولي مصطفى قيادة الحركة فهل سيجد من يعارضه؟ ومثل “أمل”، لم يخض ” حزب القوات اللبنانية” إمتحان انتخاب رئيس له، بوجود الدكتور جعجع على قمة الهرم الحزبي.
حتى تيار التوحيد العربي فسيبقى تيار وئام وهّاب، ومن سيرثه من أولاده بعد عمر طويل. أما “التيار الوطني الحر” فلم (ولن) يخرج من تحت وصاية الجنرال عون، ففي العام 2015 انحاز الجنرال إلى جانب “صهره” المجتهد في وجه إبن أخته النائب آلان عون وزكّاه، ففاز ،ومعه نائباه رومل صابر (مستشار رئاسي حالي لشؤون النقل والمرافئ) والنائب نقولا صحناوي، برئاسة التيار العوني، وفي أيلول 2019 لم يترشح أحد ضد باسيل، لرئاسة “التيّار” ففازت لائحته بالتزكية وبقيت دفة القيادة ضمن البيت العوني.
وما يُعزز “الحالة العونية” المتوترة منذ عهد الصبا الأول، وجود النائبة العامة الإستئنافية القاضية غادة عون (64 سنة) في صلب “الحالة” ومشروعها، وإن أُقصيت عن موقعها، أو قررت الإنسحاب من الجسم القضائي، فقد تكون أحد أحصنة التيار الرابحة في الإنتخابات النيابية المقبلة، بترشّحها عن أحد المقاعد المارونية في الشوف، إلى جانب الدكتور ماريو عون. تخيّلوا مجلساً نيابياً طالعاً من رحم الثورة والتغيير، يضم رباعياً عونياً مؤلفا من آلان عون (الأكثر اتزاناً بين العونيين) وسليم عون وماريو عون وغادة عون في كتلة نيابية متراصة، فكيف إن تبوّأ واحدُ من الشخصيات السياسية الأربع رئاسة التيار في العام 2023 بما يؤمن ديمومة العونية، فكرياً ونضالياً، من ميشال إلى جبران إلى غادة. من يدري!
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |