إلى مسؤولي لبنان: زوروا هذا القديس علّكم تشفون

أخبار بارزة, لبنان 23 نيسان, 2021

كتب نادر حجاز في موقع mtv:

هل من طريق توصل مسؤولي هذا البلد الى تلك الغرفة في مجدل معوش، علّ “مار أذن” يشفيهم ويخلّص هذا الوطن وشعبه؟

ففي تلك البلدة، في قضاء الشوف، غرفة قديمة رُصفت حجارتها الصفراء بطريقة بدائية، وعُلّق على سقفها صليب خشبي بسيط كبساطة هندستها.
والى هذا المزار المتواضع على كتف وادٍ سحيق، والمعروف بإسم “مار أذن”، يقصد المؤمنون من أبناء المنطقة علّهم يأخذون شفاعة صاحب المكان ويشفيهم من وجع ألمّ بأذنهم، متبرّكين بنقطة زيت من وعاء على مذبح داخل الغرفة.

فالقديس “تراخوس” أو “مارادنا”، ولد سنة 240 تقريباً في طرطوس وكان قائداً رومانياً، حضر أمام الوالي ديوكليتيانوس، مضطهد المسيحيين، وحكم عليه بالموت بعد أن عُذّب بالجلد والضرب وتقطيع الأعضاء وخاصة أذنيه، ولذلك سُمي “أدنا” وكان استشهاده سنة 304 وعيده في 12 تشرين الأول.

ولهذا القديس، كُتبت صلاة داخل المذبح، تقول: “يا مار ادنا، شفيع السمع والسامعين، يا من أصغيت لصوت الرب لتسمع ما ينفحك به وما يغني نفسك العطشى الى الله بالنعم والبركات، يا من كرست أذنك لسماع الحق ونزهتها عن الأباطيل والأراجيف وثرثرات النفاق، فسرت دون توقف على طريق القداسة وشفيت كثيرين من المرض الملتجئين اليك وأعدت السمع المرهف الى أولئك الذين فقدوه وشددت المتردين في الايمان والمستضعفين أمام التجارب”.

فكم لبنان بحاجة اليوم للصلاة، من أجل شعب تعب من السير على جلجلة هذا الوطن، حتى ضاقت به سبل العيش وأبسط مقومات الحياة الكريمة.
كبرت أوجاع هذا الشعب، يصرخ علّ هناك من مستجيب، وكأن به ضائع في بريّة لا درب خلاص منها، وجلّ همومه أن يؤمن قوته اليومي وطبابة من دون منّة وتعليم وحياة كريمة.

صرخات هذا الشعب لا يبدو انها تصل الى آذان المسؤولين في هذا البلد، فهم مرضى مصالحهم وحساباتهم واحلامهم وأوهامهم ومتاريسهم وصفقاتهم.
أشهر طويلة مرّت على هذا الشعب وهو يرفع الصوت مطالباً بأبسط حقوقه، حتى بات أقصى طموحاته أن تتشكل حكومة تضع حداً لإنهيار البلد وإفلاسه.

فمسؤولو هذا البلد مرضى، ومرضهم مزمن وداء عضال، هو مرض الحكام الذين لا يصغون الى آلام شعوبهم، أو بالأحرى يسمعون ويعلمون، فيرتكبون الخطيئة مضاعفة.

فيا مسؤولي لبنان… زوروا هذا القديس علّكم تشفون.

 

MTV

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us