مصطفى حمدان: المستوعب
كتب عمر موراني لـ”هنا لبنان”:
مصطفى حمدان ( 66 عاماُ) هو واحد من الضباط الأربعة الذين مكثوا في سجن رومية بين العامين 2005 و2009، والأكثر التصاقاً بالرئيس السابق العماد البحار إميل لحّود. فالعميد درع لحود الواقي سواء في سدة الرئاسة أو في حوض السباحة.
حجم العميد حمدان الجسدي أكبر بكثير من حجمه الذهني. حجمه أقرب إلى مصارع متقاعد وثقيل. أي من الوزن الثقيل. “تسلبط” الضابط القوي على آرمة “المرابطون”، “حركة” نسيبه ابراهيم قليلات، وأسبغ على نفسه رتبة أمين الهيئة القيادية في حركة الناصريين المستقلين ـ المرابطون، وفي غفلة من الزمن بات من نجوم الشاشات الصغيرة، مستوعب معلومات متحرك ومنخرط بكل ثقله النوعي في معسكر الممانعة، الممتد من بئر العبد إلى بيجينغ وأحد الناطقين باسمها. ومن المهم الإشارة إلى العلاقة المميزة التي تربط الرئيس الصيني شي جين بينغ بالعميد حمدان.
ينتمي حمدان إلى مدرسة اللواء جميل السيّد نفسها، لكن كفاءته أبقته على مقاعد الإحتياط وسيبقى. عميد سابق، جهوري الصوت، مستفِز زقاقي كالنائب نجاح واكيم، مستقوٍ باحتضان حزب الله.
لا يجد حمدان صعوبة في اختيار تعابيره وألفاظه النابية، وفي سجله مجموعة أحكام قدح وذم، وعلى “زود” بإذن الله، تشي بموهبة الرجل. وقد أخذ العميد الضخم على عاتقه المشاركة في الهجوم اللفظي على “المدعو” ميشال مكتّف، فاعتبر مؤسسته “وكر فساد” وأكد في تغريدة له بعد غزوة القاضية غادة عون الأولى “هناك معلومات ان الطريق امام وكر الحرامي المكتف طريق للعامة والمكتف وزعرانه مسلبطين على الطريق، وحاطط بوابة بصورة غير شرعية والمواطنين فتحوا الطريق”. من زوّد قائد الحرس الجمهوري السابق بهذه المعلومة القيّمة حول البوابة؟
لكن المعلومة الأهم التي أخرجها حمدان من “مستوعب” أفكاره في مقابلة فريدة وفيها “أنه عرف يوم كان قائداً للحرس الجمهوري بوصول طائرة محملة بالدولارات والذهب لصالح مكتف. ولم يكن له الصلاحية لتوقيفها. فزوّد وقتها مديرية المخابرات بالمعلومات التي بحوزته، فجرى توقيفها. معلومة خطيرة كون شركة مكتّف متخصصة بنقل العطور ومستحضرات التجميل!
وتابع مستوعب المعلومات “أٌفرج عن مكتف وقتها، وصودرت محتويات الطائرة، لكن عبد الحليم خدام وحكمت الشهابي وغازي كنعان كانوا أول من اتصل بمديرية المخابرات من أجله، ولا أدري إن كانت كمية الأموال التي صودرت قد رُدّت اليه أم لا”.
الثلاثة توسطوا لمكتف، واتصلوا تباعاً بمديرية المخابرات. وماذا عن الرئيس بشار الأسد؟ ألم يتصل؟ أو أن الثلاثة، المنتمين إلى حرس النظام القديم، كانوا فاتحين على حسابهم سيادة العميد؟ بالفعل مستوعب.
مواضيع مماثلة للكاتب:
مش كل صهر سندة ضهر | شبيحة “الحزب” بالمرصاد | أبو الجماجم |