ثلاثة محامين فعلوا ذلك: جمهوريّة الشعبويّة والتفاهة!
كتب داني حداد في موقع mtv:
البلد غارقٌ بالشعبويّة. تضيع السلطة أحياناً في تأدية دورها، فتجنح نحو الشعبويّة. نسمع، مرّات، مسؤولاً يقول “لازم الدولة تتحرّك”. يا أخي أنتَ الدولة. وبعض المعارضة يمارس الشعبويّة. شعارات وكلامٌ كبير و”عنزة ولو طارت”.
معظم المجموعات المنبثقة عمّا سُمّي يوماً “ثورة” تمارس الشعبويّة. توصيف للمشاكل ولا حلول. صراخٌ ولا مبادرات. وبعض القضاء يمارس الشعبويّة و”يرتخي” أمام الإعلام، بحثاً عن صورة، عن مقابلة، عن خبر.
ويكتمل المشهد مع المحامين. يكاد لا يمرّ يومٌ إلا ويستعرض فيه محام، عبر إخبارٍ أو فيديو أو موقف يلفت الأنظار. الجميع يبحث عن شاشة، عن دور، عن “لايك”…
رامي عليق، مثلاً، حوّله بعض الأغبياء الى بطلٍ قومي. ثمّ يطلّ علينا المحامي البهلوان الآخر ليحارب الفساد، وأغبياء، أيضاً، يصفّقون له ويحيّون جرأته. شعبٌ مأخوذ بالشعبويّة، مسكونٌ بالتفاهة.
وقد بلغت الشعبويّة مع ثلاثة محامين حدّ تقديم مراجعة أمام مجلس الشورى الدولة الذي أصدر، بدوره، قراراً لن نذكره بالتوصيف المناسب كي لا يعتبر الأمر قدحاً وذمّاً.
تسبّب المحامون الثلاثة، ومعهم المجلس العظيم، بهلعٍ بين الناس الذين اصطفّوا أمام المصارف حتى ساعات الليل خوفاً من فقدان قيمة أموالهم، فراحوا يسحبون ما تيسّر.
المحامون الثلاثة، بأسلوبهم الشعبوي الرائج، تسبّبوا بما حصل أمس من زحمة أمام المصارف وقطع طرقات وحرق إطارات، لأنّهم سعوا الى ظهور، ليس إلا.
لن يكون هذا التصرف الحلقة الأخيرة من مسلسل الشعبويّة. تفاهة الناس وسذاجتهم تشجّع السياسيّين والاقتصاديّين والإعلاميّين والقضاة والمحامين على الشعبويّة. قد نقول للبعض “خرجكن”. المشكلة أنّنا ندفع الثمن معهم. والمشكلة الأكبر أنّنا نحن، أهل الإعلام، نجد أنفسنا مضطرّين للكتابة عن بعضهم. عار المهنة!
مواضيع ذات صلة :
ميقاتي: أقدر المساعي الأميركية.. وأجدد الالتزام بالـ1701 | ما صحة إقفال المؤسسات والأعمال غداً؟ | بالتفاصيل.. بنود الاتفاق الكامل بين إسرائيل ولبنان |