بلدٌ يُشبه العصفورية… و”عيش يا فقير”!
كتب محمد دهشة في “نداء الوطن”:
بدأت الازمات المتراكمة تنفجر واحدة بعد الأخرى في وجه المسؤولين، تحركات احتجاجية واضرابات وشكاوى من الاطباء والموظفين والصيادلة وسائقي التاكسي والحبل على الجرّار، بهدف رفع الصوت عالياً في ظل الازمة الاقتصادية والمعيشية الخانقة وانهيار القطاعات.
صرخة “القمصان البيض” في مستشفيات صيدا عبّر عنها رئيس فرع نقابة الاطباء في المدينة الدكتور نزيه نور الدين البزري، إذ وصف أوضاعهم بالمزرية وباتت اسوأ من الوضع العام، وقال لـ”نداء الوطن”: “لم يعتصم الاطباء في المستشفيات او يتوقفوا عن العمل بسبب سوء التنسيق، ولكن هذا لا يلغي المعاناة الكبيرة التي يعيشونها، والسبب ابقاء التعرفة على ما هي عليه، فيما كل الخدمات ارتفعت تكاليفها اضعافاً مضاعفة، وفقد الطبيب كل امتيازاته السابقة وبات يعاني كغيره من الغلاء، تقنين الكهرباء، انقطاع المياه، شح البنزين وارتفاع اسعار المواد الغذائية والاستهلاكية، بينما تسعيرة كشفهم بقيت كما هي”، موضحاً ان “الوضع السيّئ دفع بالعشرات من الاطباء الى الهجرة لمن استطاع اليها سبيلاً، فيما الآخرون يكابدون ضنك العيش ويصرخون ويستنجدون عالقين بين ارتفاع الاسعار وعدم القدرة على الهجرة”، مؤكّداً الاستمرار “بأداء رسالتنا الانسانية مهما كانت الصعوبات ولا يحدونا كثيراً من الامل لأن أيّاً من المشاكل لم تعالج حتى الآن، لا لجهة تشكيل الحكومة او وقف الهدر والفساد او استعادة الاموال المنهوبة”.
وصرخة الاطباء تلاقت مع معاناة موظفي الإدارات العامة العاملة في محافظة لبنان الجنوبي الذين التزموا بالاضراب في اطار تصعيد تحركاتهم الاحتجاجية، إنفاذاً لقرار رابطة موظفي القطاع العام، والهادفة إلى تحقيق مطالبهم التي تؤمّن لهم الاستمرارية في القيام بدورهم الوظيفي تجاه المواطنين. وأقفلت كل الإدارات في سراي صيدا الحكومي ابوابها باستثناء مصلحة الصحة وفرع تعاونية الموظفين، اللتين تحرصان على تأمين حاجات المواطنين الطبية والاستشفائية، فيما حضر موظفو دائرة الامتحانات الرسمية في المنطقة التربوية لتسيير معاملات الطلاب الخاصة بتقديم امتحانات الشهادات الرسمية، تزامناً مع اقتراب موعدها.
وخارج اسوار السراي، إلتزم موظفو هيئة إدارة السير والمركبات الآلية (النافعة) فرع صيدا بالاضراب، واعتكف المساعدون القضائيون في قصر العدل عن العمل في جميع المحاكم، على أن يتم تأمين أمور الموقوفين والمهل القانونية يومي الخميس والجمعة. وخلافاً للاضراب، فتح مركز معاينة الميكانيك في الزهراني ابوابه امام المواطنين بعد الاقفال الطويل، بسبب الاضراب المفتوح الذي نفّذه اتحاد النقل البري منذ نهاية نيسان الماضي، بهدف الضغط على المسؤولين اللبنانيين لتحقيق مطالبهم بإلغاء المعاينة السنوية موقّتاً، وادارة هذه المراكز من الدولة وإلحاق الموظفين والعاملين فيها في ملاك وزارة الداخلية والبلديات، ولكن الافتتاح اضاف طوابير جديدة من السيارات على الطوابير اليومية امام محطات الوقود، وقبلها الافران والصيدليات. وقال الصيداوي ابراهيم الديماسي: “انتظرت دوري لاكثر من ساعتين حتى اجري المعاينة، نجحت السيارة في الامتحان، ولكنني رسبت في دفع الرسوم لانني تفاجأت بإقفال النافعة بسبب اضراب الموظفين، بلد بات يشبه العصفورية وعيش يا فقير”.
مواضيع ذات صلة :
ميقاتي: أقدر المساعي الأميركية.. وأجدد الالتزام بالـ1701 | ما صحة إقفال المؤسسات والأعمال غداً؟ | بالتفاصيل.. بنود الاتفاق الكامل بين إسرائيل ولبنان |