مؤتمر دعم الجيش: الحفاظ على المؤسسة العسكرية حفاظ على لبنان
جاء في “نداء الوطن”:
يلتئم بعد ظهر اليوم المؤتمر الدولي لدعم الجيش والذي تنظمه فرنسا وسيكون عبر الفضاء الافتراضي، ويهدف الى تأمين مساعدات طارئة للجيش الذي يعاني من الأزمة الاقتصادية الصعبة التي يواجهها لبنان.
واوضحت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورانس بارلي انه سيشارك في المؤتمر نحو عشرين دولة من بينها الولايات المتحدة الاميركية ودول الخليج وعدة دول أوروبية وسيشارك ممثلون من الأمم المتحدة والاتحاد الأوروبي وستفتتح بارلي المؤتمر مع نظيرها الإيطالي لورنزو غيريني في روما ونظيرتها نائبة رئيس الحكومة وزيرة الدفاع والخارجية اللبنانية زينة عكر في بيروت.
ويبحث المصدر في الحاجات العاجلة للجيش وفق لائحة الاولويات التي اعدها فريق القيادة، اذ منذ أشهر عدة يواجه الجيش صعوبات في تأمين حاجاته الأساسية المتعلقة بالغذاء وصيانة العتاد، ما يزيد من خطورة المشكلة هو أن الجيش مؤسسة أساسية تحول دون تدهور الوضع الأمني في البلاد بشكل كبير. لذلك؛ حدد الجيش الحاجات الملحة وذات طابع العجلة، على صعيد المواد الغذائية والأدوية وقطع الغيار لصيانة العتاد.
وأضافت المصادر في باريس أنه يجب حشد المساعدة “في أقرب فرصة ممكنة” مشيرة إلى “خطورة الوضع وطابعه الملح”. وسيناقش المجتمعون الشكل الذي ستتخذه المساعدات من تحويل أموال أو ارسال سلع فضلاً عن قسائم غذائية وغير ذلك.
وتعتبر الاستجابة الدولية لمساعدة الجيش مؤشراً مهماً جداً على ان الوضع اللبناني ليس متروكاً وان هناك ارادة دولية بعدم ذهاب الامور الى فقدان الاستقرار الامني وانهيار السلم الاهلي، والمؤسسة العسكرية هي العمود الفقري للبنيان الوطني، كما ان المجتمع الدولي يسجل للجيش الدور الحاسم الذي يلعبه على صعيد الحفاظ على الاستقرار وضبط الحدود.
وفي هذا الاطار يسجل للجيش الجهد غير المسبوق في عملية ضبط الحدود والحد من التهريب على طريق تجفيف التهريب بالقدرات المتاحة على طول الحدود الشرقية والشمالية. اذ ان الحدود اللبنانية – السورية الشمالية تمتد على مسافة حوالى 90 إلى 100 كلم، من معبر العريضة الحدودي على مصب نهر الكبير الجنوبي وصولاً إلى وادي خالد بإتجاه منطقة أكروم وتضم ثلاثة معابر حدودية شرعية وهي: العريضة، العبودية وجسر قمار “البقيعة”.
ووفق معلومات خاصة بـ”نداء الوطن” تتداخل الحدود البرية بين البلدين بساتر ترابي والمزروعة بالألغام على الجانب السوري من بلدة العماير حتى أكروم. وتوجد مجموعة كبيرة من الثغرات تستعمل كمعابر غير شرعية على طول هذه الحدود وذلك بسبب نزع الألغام في البعض منها في الجانب السوري وإنفجار قسم آخر، وأصبحت ممراً للمهربين علماً أن القوى الأمنية المنتشرة تعمد إلى إقفالها فوراً عندما ترد معلومات بإعادة إستخدامها من قبل المهربين.
اما بالنسبة الى تهريب المحروقات فتوضح المعلومات انه يبلغ عدد محطات الوقود في محافظة عكار حوالى 175 محطة، قسم منها غير مرخص كونها لديها قرار يقضي بإنشاء محطة من دون الحصول على قرار الإستثمار والذي يعتبر الأساس في ترخيص المحطة وقسم آخر من دون قرار إنشاء وقرار إستثمار وبالتالي يمكن للسلطات المعنية (وزارة الداخلية والبلديات) إتخاذ التدابير اللازمة لمنعها من مزاولة عملها لحين تسوية أوضاعها. وتصنف المحطات بشكل عام محطة فئة أولى والتي لديها رخصة بخمسة خزانات بسعة 25000 ليتر لكل منها أي بقدرة إستيعابية 125000 ليتر من المحروقات، ومحطة فئة ثانية ثلاثة خزانات بقدرة إستعابية 75000 ليتر وبالتالي يمكن عبر السلطات المعنية هدم أو إزالة كل خزان تابع لمحطة معينة لا تتقيد بحقوقها.
ولا تزال تشهد المنطقة الحدودية الممتدة في جبل أكروم وصولاً إلى منطقة خط البترول في وادي خالد نشاطاً يومياً لعمليات تهريب المحروقات بإستخدام وسائل نقل مختلفة. في حين تقوم مديرية المخابرات على مدار الساعة بمكافحة هذه الظاهرة يومياً وضبط المهربين وإجراء اللازم بشأنها وإنما تبقى الإجراءات غير كافية لوقف التهريب بصورة شبه نهائية.
بعد عرض واقع الاجراءات على الحدود الشمالية، ماذا عن الاجراءات المتخذة على الحدود الشرقية؟
ينتشر على الحدود اللبنانية السورية و ضمن مدينة الهرمل 26 معبراً غير شرعي تستعمل للتهريب. وبتواريخ مختلفة قام الجيش بإقفال المعابر، وتقوم مديرية المخابرات بإجراء دوريات على جميع المعابر ففي بعض الاحيان يتم فتحها من قبل اشخاص مجهولين (مهربين) ويقوم عناصر المديرية باعادة إقفالها.
اما لجهة التدابير المتخذة للحد من تهريب المحروقات، فمجمل كمية المحروقات التي تم ضبطها إعتباراً من 27/3/2021 ولغاية 14/6/2021 فهي حوالى الـ317465 ليتراً من مادة المازوت، و48111 ليتراً من مادة البنزين.
كل هذا الجهد الاستثنائي وباللحم الحي الذي يقوم به الجيش لجعل لبنان آمناً من عصابات التهريب والسرقة والجريمة المنظمة، وعلى الرغم من الضائقة الاقتصادية الخانقة، فانه محل متابعة وتقدير الدول الشقيقة والصديقة، التي لن تتوانى اليوم عن رفد الجيش بالحاجات الاساسية التي تبقيه قادراً على القيام بمهامه بالجودة والحرفية العاليتين، لان المعادلة الدولية تقول “ان المحافظة على الجيش يعني بقاء لبنان”.
مواضيع ذات صلة :
“اليونيفيل” عن استهداف الجيش: انتهاك صارخ للقرار 1701 وللقانون الإنساني الدولي | الجيش اللبناني ينعى أحد عناصره | الجيش اللبناني ينعي شهداء الصرفند |