الراعي في بعبدا.. فهل يصنع الأعجوبة
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان”:
أمران أساسيّان بحثهما رئيس الحكومة المكلّف سعد الحريري أثناء زيارته البطريرك الماروني مار بشارة بطرس الراعي في بكركي. الأول، ملف تشكيل الحكومة. والثاني، الملف القضائي المرتبط بجريمة المرفأ.
في الموضوع الأول، توقف الحريري عند النقاط العالقة في مسار تأليف الحكومة، وخصوصاً التمثيل المسيحي فيها. وتمّ بحثٌ في المشاكل وطرحٌ للحلول، وتعهّد الراعي أن يدخل على خطّ الوساطة بين رئيس الجمهورية والحريري لمحاولة التوصل الى نقطة التقاء، ولو أنّ الحريري يعتبر أنّ العقدة لدى النائب جبران باسيل لا الرئيس ميشال عون.
وعليه، يزور الراعي قصر بعبدا ليسمع وجهة النظر الأخرى وينقل اقتراح حلّ يدفع باتجاه تشكيل حكومة.
وإذا اخترنا الواقعيّة في مقاربة الموضوع، لوثقنا بأنّ احتمال تأليف حكومة في وقتٍ قريبٍ غير وارد. كما أنّ العقدة التي سيبحث فيها الراعي مع عون ليست الوحيدة التي تحول دون تشكيل الحكومة، بل هي واحدة من مجموعة عقد يتخطّى بعضها الحدود اللبنانيّة للوصول الى الملف الإيراني الأميركي الذي لم يتّضح مصيره بعبدا.
من هنا، فإنّ زيارة الراعي لن تفعل أكثر من تحريك المياه الحكوميّة الراكدة، وستتبعها زيارة لعون الأسبوع المقبل الى بكركي، إذا اختار الحفاظ على بروتوكول معايدة البطريرك في عيد الميلاد.
وعليه، لن يتكرّم علينا المعنيّون بمعايدة حكوميّة. الولادة غير ناضجة حتى الآن، وكلمة السرّ لم تبلغ آذان المسؤولين. وما من داعٍ للعجلة. البلد بألف خير، وأزماته مؤجلة، “دورولنا مسلسل السجالات لكي نتفرّج”.
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |