عن الهجرة المعاكسة… أو الوجه الجميل للأزمة
كتب كبريال مراد في موقع mtv:
في بدايات الثمانينيات، وعلى وقع “حرب الجبل”، قاد التهجير عائلات عدة الى بيروت وضواحيها. تركوا ملاعب الطفولة والذكريات وجنى العمر، وانتقلوا الى أماكن يعيدون فيها بناء حياتهم.
في إحدى بلدات المتن الشمالي، وجد جورج (اسم مستعار) لنفسه فرصة جديدة. اعاد احياء المهنة التي ورثها عن والده، ففتح ملحمة، راح يسترزق منها، ووجد فيها وسيلة لتأمين العيش الكريم.
تعب وكبّر، وربّى أولاده من خيراتها. جاءت حروب وانتهت حروب، وبقي جورج صامداً في محله الواقع في شارع سكني.
انتهت الحرب، فاستمر جورج في عمله، والله رزق شقيقه ففتح ملحمة هو الآخر، وبات مقصوداً من أهل المنطقة والجوار.
لم يكن جورج وشقيقه يظنان أنهما سيقرران يوماً العودة الى الاستقرار في البلدة التي تهجّرا منها قبل حوالى الاربعين عاماً.
لكن الأزمة المالية والاقتصادية والاجتماعية الأخيرة “فعلت العجائب” مع كثيرين، ممن تراجع مدخولهم، وشواهم غلاء الاسعار. وبدل الهجرة للبحث عن “باب رزق” جديد، قرر الأخوان العودة الى حيث انطلقا.
اقفلا محليهما في المتن الشمالي، وفتحا ملحمة في الضيعة، تستقطب الزبائن من البلدة والبلدات المجاورة. “ربنا ميسرها” معهما، خصوصاً انهما هنا لا يحملان همّ الكهرباء والماء، ولا تراجع القدرة الشرائية لدى الزبائن الذين باتوا “يقننون” في شراء اللحمة بعد تجاوز سعر الكيلو المئتي الف ليرة.
هجرة جورج وشقيقه كانت معاكسة هذه المرة. رجعا الى المكان الأحب على قلبيهما، حيث يرقد الآباء والأجداد، بحثاً عن عيش كريم واستقرار وأمل بغد أفضل.
مواضيع ذات صلة :
دولة تمنح 34 ألف دولار للمهاجرين كي يغادروا أراضيها! | ألمانيا توسّع المراقبة الحدودية لمكافحة الهجرة | فرنسا ولبنان: “يخلق من الشبه أربعين”! |