حتى لا تكون جلسة الثقة… Déjà vu
تتجه الأنظار غدا الى قصر الاونسكو لمتابعة جلسات الثقة للحكومة الجديدة. ثقة مؤمّنة بأرقام جيدة تبعاً للكتل النيابية التي سمّت نجيب ميقاتي بالأصل لانهاء الفراغ الحكومي، يضاف اليها تكتل لبنان القوي الذي فتح صفحة جديدة مع رئيس الحكومة للتعاون على الانقاذ.
غدا، يقف ميقاتي امام المجلس النيابي ومن خلاله امام اللبنانيين لتلاوة البيان الوزاري، في مشهد طبق الأصل عن عشرات جلسات الثقة، منذ الاستقلال وحتى اليوم.
ولكن، ما يختلف هذه المرة، أن اليوم ليس كالأمس، وأن المرحلة لا تحتمل خطابات انشائية، بل القليل من الكلام والكثير من الأفعال. لا يهتم اللبنانيّون اذا كان البيان قد صيغ بلغة عربية سليمة وجميلة، بل سيهتمون في ما ستطبقه الحكومة من تعهداتها. يريدون الكهرباء في منازلهم وشركاتهم وعلى الطرقات، ولا يرغبون بالقراءة عنها في خطط وبيانات.
يريدون اسعار السلع منخفضة والبضائع متوافرة، ولا يتحمسون لفقرات او سطور في علوم الاقتصاد والمال.
سيفرحون بالطبع لانخفاض سعر الصرف، بدل الاجتماعات والجلسات مع خبراء لا تطعم جائعاً ولا تسدّ عوز محتاج.
وحتى لا تكون جلسة الثقة Déjà vu، فباختصار، يريد الناس ان يستعيدوا عيشهم الكريم، ولا يتلهون بما يفترض بها ان تكون ابسط الأمور.
وما ينطبق على الحكومة، يطبق ايضا على السادة النواب. فالمرحلة ليست لصاحب “اجمل نكتة” او الاقوى بالتهجّم والسقف العالي، ولا المطولات والكلام المعسول.
الوقت ليس لتحويل مسرح الاونسكو الى استعراض خطابي. هو وقت العمل والتعاون للخروج من الأزمة. وهو ما يحتاج الى حكومة تعد بما هي قادرة على الايفاء به، ومجلس نيابي لا يتحدّث في الاونسكو ليسمعه الناخبون في قريته، بل مجلس يراقب ويصوّب وينتج… والاّ فعلى الدنيا السلام… والسلام.
مواضيع ذات صلة :
مصير النازحين بلا أفق.. إلى أين سيتجهون بعد الحرب؟ | فيلم “الحزب” وهوكشتاين “الحبّوب” | جعجع: الممانعة تضعنا في الجحيم و”عم تغمقلنا”.. وربط لبنان بغزة “خطأ كبير” |