“الحزب” يغرق… لا تنقذوه!
كتب مايكل روبين في “washington examiner”:
تساؤلاتٌ عديدةٌ طُرحت حول تغاضي إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، عن الصهاريج الإيرانية التي دخلت لبنان بحراً وبراً عبر سوريا، خاصة أنّ هذه الصهاريج تعيد لحزب الله بعضاً من نفوذه الذي خسره.
ومع أنّ حزب الله استقبل هذا النفط تحت لافتات الانتصار، إلا أنّ الواقع الذي سبق هذه اللحظة لم يكن في صالح الحزب.
ففي العام الأخير تعرّض الحزب لضربات عدةّ، منها:
– تفجير مرفأ بيروت، إذ يلقي اللبنانيون بالمسؤولية على الحزب ليس فقط بسبب المجزرة، وإنّما أيضاً بسبب الأضرار المادية، فشركات التأمين مثلاً رفضت دفع التعويضات. كذلك يهاجم اللبنانيون الحزب لعرقلته التحقيقات في هذا الملف.
– العقوبات التي فرضتها إدارة الرئيس الأميركي السابق دونالد ترامب على حزب الله، والتي استنزفت موارد الحزب، فلم يعد بمقدوره دفع رواتب كوادره بالدولار، واضطر إلى استبدالها بالليرة اللبنانية، التي انهارت في الشهور الماضية وأصبحت بلا قيمة.
ولوحظ في هذا السياق أنّ معظم المنتسبين للحزب يبحثون عن النقود والامتيازات ولا يأبهون كثيراً بالإيديولوجيا.
في سياقٍ آخر، يشكو اللبنانيون من الشمال إلى الجنوب من فساد السلطة، ومن الوجوه الحاكمة التي تتكرر وفي مقدمتها حزب الله. أما المجتمع الدولي (سواء أكانت أميركا أم فرنسا أم روسيا، أم البنك الدولي وصندوق النقد الدولي)، فهو يزيد الأمر سوءاً عندما يتعامل مع الجهات نفسها التي تحتكر الواقع اللبناني.
ومع أنّ المجتمع الدولي قدّم العديد من المساعدات بعد انفجار 4 آب، غير أنّ البلديات والفعاليات تؤكد أنّ لا شيء وصل إليهم.
لذلك الطريقة الوحيدة لمساعدة اللبنانيين هي بتجاوز الفاسدين، فمثلاً، منحة بقيمة مليون دولار تُمنح مباشرة للمجلس البلدي هي أفضل بكثير من تحويل أكثر من 100 مليون دولار إلى خزائن مجلس الإنماء والإعمار.
لذا الحل الوحيد هو في إعادة توجيه هذه المساعدات، وفي فرض قيود على حزب الله وعدم السماح له بتعزيز سطوته مجدداً.
وهنا على الإدارة الأميركية مراجعة حساباتها، كي لا يتم تمكين حزب الله على حساب فشل الدولة.
مواضيع ذات صلة :
صفقة بين ترامب والأسد تقطع السلاح عن “الحزب”؟ | تفاؤل وهمي والحرب تتصاعد | الجميّل تعليقًا على رسالة خامنئي إلى الشعب اللبناني: “ومن الحب ما قتل”! |