“الله يوفّقكم”… “بس ما تعزمونا”
كتبت سينتيا سركيس في موقع mtv:
تغيّر الكثير منذ ما قبل الانهيار و”كورونا”… كلّ عاداتنا وجمعاتنا ويومياتنا تغيّرت… وكذلك أفراحنا وأتراحنا. فإن أخفى “كورونا” عورات كثيرة أصابت حياتنا الاجتماعية إلا أن الكوارث الاقتصادية لا بدّ مرئية في مختلف المناسبات، حتى أن الـ”عقبالك” الشهيرة في الأعراس بات ذكرها قليلا و”بخجل”…
خلال سنوات طويلة، كانت الأعراس تعجّ بالمئات، جيرانا وأصدقاء ومعارف وأقرباء قريبين وبعيدين، وكانت النساء والفتيات يتسابقن لشراء الفستان الاجمل واختيار الطلّة الأفخم … حتى أن مشاكل وخصامات كثيرة بين عائلات كان سببها الأساس عدم الدعوة إلى زفاف ابن أو صديق.
غير أن رزمة المشاكل الاقتصادية في لبنان غيّرت كلّ ما سبق ذكره، فالمواطن الغارق في مشاكل الدولار والبنزين والكهرباء والاقساط والبطالة، بات واحد من كوابيسه الكثيرة تلقي دعوة لحضور حفل زفاف… فقبل الوقوع في حيرة الهدية أو المبلغ الملائم لتهنئة العروسين وسط الغلاء الفاحش المرتبط حكما بارتفاع سعر صرف الدولار، مطبات كثيرة وعوائق تجعل من حضور حفلات الزفاف ترفا لا يتمتع به كثيرون.
فالفساتين بات سعرها خياليا، خصوصا أن معظمها مرتبط بالدولار لأنها تستورد من الخارج، وتصفيف الشعر، بات مكلفا، هذا في حال توفر التيار الكهربائي عند المصفف، أما “الماكياج” وتوابعه التجميلية، فحدّث ولا حرج، حيث أن الاسعار ارتفعت بشكل كبير حتى ان بعض خبراء التجميل باتوا يسعّرون بالدولار.
مما تقدّم، وبحال أردنا إجراء احتساب تقريبي لتكاليف حضور الزفاف وبأرخص الاسعار الموجودة، فسنجد انها تكلف السيدة حوالى الـ800 ألف ليرة، من دون احتساب الاكسسوارات الملائمة أو شراء حذاء يتناسب مع الفستان، والتي سترفع الكلفة إلى أكثر من مليون و200 ألف ليرة.
الباقات أيضا التي اعتدنا إرسالها إلى منزل العروس والعريس، إختفت هي الأخرى في كثير من الأحيان بسبب ارتفاع أسعار الأزهار والورود، مثلما اختفى كثر من حضور هذه الحفلات، لحجج كثيرة، فالغياب فيه توفير، وبالملايين…
هكذا، عبء الزفاف لم يعد يقتصر على العريس فقط، وإنما على المدعوّين أيضا، وأكثر المظلومين هنا هم من عاكسه الحظ فجعله إشبينا أو إشبينة… هؤلاء هم بالفعل مظلومون في أيامنا هذه، فالمطلوب منهم كثير كثير، والمتوفر قليل قليل… حتى باتوا هم الأحقّ بعبارة “الله يوفقهم”!