ونحنُ في الحضيضِ مَن يداوي جِراحَ الناسِ؟
كتبت إلهام سعيد فريحة في “الأنوار” :
من تابعَ حديثَ وزيرِ الخارجيةِ عبد الله بو حبيب التلفزيوني يُدركُ حجمَ الازمةِ القدريةِ التي يعيشها لبنانُ .
عملياً نعى لجنةَ الازمةِ التي شُكِّلتْ لادارةِ ما جرى مع الخليجِ، وثانياً اوحى وكأنَ الازمةَ مع دولِ الخليجِ مفتوحةٌ من دونِ حلولٍ….
عَصفتْ الخلافاتُ باللجنةِ وتغيَّبَ حتى ولو من دونِ ان يعلنَ وزراءُ الثنائي الشيعي عن اللجنةِ، تحتَ الفِ سببٍ وسببٍ وصارتْ اللجنةُ وكأنها تَحكي مع نفسها بحضورِ ممثلِ السفارةِ الاميركيةِ في بيروت …
عمَّنْ الحوارُ، وعمَّنْ التفاوضُ، ومَع من ؟
طالما ان لا احدَ في الخليجِ يردُّ على إتصالاتِ اللبنانيينَ، وطالما ان اللبنانيينَ توقفوا عن إيجادِ مخارجَ للحلولِ….
الثنائيُ الشيعيُ متمسِّكٌ بشروطهِ تحتَ عنوانِ الكرامةِ والسيادةِ ،
الوزير جورج قرداحي لنْ يستقيلَ طالما ان استقالتهُ لن تقدِّمَ ولن تؤخِّرَ،
وقد اتى كلامُ وزيرِ الخارجيةِ السعوديةِ ليؤكِّدَ ان الازمةَ اكبرُ من إستقالةِ قرداحي واعمقُ من تعابيرهِ…
عملياً نحنُ امامَ الاخطرِ، ازمةٌ دبلوماسيةٌ عرفها لبنانُ مع بلدٍ لا يزالُ اقلهُ من طرفٍ واحدٍ ينظرُ الى هذهِ العلاقاتِ باحترامٍ وأخوَّةٍ واستمراريةٍ، بينما الجانبُ السعودي خاصةً والخليجي عموماً يراهنانِ على عودةِ لبنانَ الى الحضنِ العربيِّ…
الأخطرُ ان ما تمَ تداولهُ حولَ توقُّف حركةِ الطيرانِ الخليجيةِ من والى بيروت قد يكونُ صحيحاً…
فكيفَ سينعكسُ على اوضاعِ اللبنانيينَ، وقد زادَ في الطينِ بلَّةٍ استدعاءُ الاماراتِ رعاياها للعودةِ الى الاماراتِ من لبنان باقربِ وقتٍ ممكنٍ…
كلُّ ذلكَ يجري فيما “النجيبُ العجيبُ” يتنقَّلُ بطائرتهِ الخاصةِ من بلدٍ الى بلدٍ، منتظراً لقاءاتهِ مع الوزير الاميركي والوزيرِ البريطاني والرئيس ماكرون، في محاولةٍ يائسةٍ للضغطِ على الخليجِ لتهدئةِ الخواطر ..
نسيَ “النجيبُ العجيبُ” انه لم يتلقَّ رسالةَ تهنئةٍ من سفيرِ السعوديةِ في بيروت ولا زيارةَ مجاملةٍ حتى،
فعلامَ يتَّكلُ لتعويمِ حكومتهِ المستمرةِ اليومَ صُوَرياً بفعلِ الضغطِ الاميركيِّ والضغطِ الاوروبيِّ، فيما عملياً لا يمكنها لا الاجتماعُ لمناقشةِ احداثِ الطيونةِ، ولا المجلسُ العدليُّ ولا لمناقشةِ الازمةِ مع الخليجِ، ولا لاحقاً لاقرارِ تعييناتِ المحاصصةِ الاداريةِ،
ولا مضمونُ كيفَ سيتعاملُ وزراءُ الحكومةِ مع خطةِ التفاوضِ مع صندوقِ النقدِ…
اذاً عملياً لا شيءَ مرتقباً من هذهِ الحكومةِ والناسُ سيكونونَ في خبرِ كانَ،
لا احدَ سيتابعُ مصائبهم ولا إنهياراتهم ولا اوضاعهمْ المزريةَ ولا شؤونَ كهربائهم ومياههم واتصالاتهم ورغيفهم ودوائهم واستشفائهم ومدارسهم ونقلهم….
فراغٌ في العملِ لن تملأهُ إلاَّ وعودُ وزراءِ الصدفةِ الذينَ جاءَ بهم “العجيبُ”، وهم بالكادِ يَصلحونَ ان يكونوا شيوخَ صلحٍ لا اكثرَ…!
مواضيع ذات صلة :
القرار 1701 هو المرجعية.. وجلسة حكومية مرتقبة لإقرار وقف النار | مصير النازحين بلا أفق.. إلى أين سيتجهون بعد الحرب؟ | فيلم “الحزب” وهوكشتاين “الحبّوب” |