عون يتنازل…وباسيل يلعب على حبلين
كتب زياد مكاوي لـ “هنا لبنان” :
يريد رئيس التيّار الوطنيّ الحرّ النّائب جبران باسيل أن يلعب على حبلين متناقضين. حبل حزب الله، الحليف الأوّل الثّابت والوحيد منذ العام ٢٠٠٦، وحبل الولايات المتّحدة الأميركيّة الّتي أصدرت عقوباتٍ بحقّه.
باسيل، ومعه الرئيس ميشال عون، يتنازل للحزب ويسكت، مثلاً، عن ضرب وزيرٍ “ما صرلو بالقصر إلا من مبارح العصر” على الطّاولة في وجه الرئيس.
ويسكت باسيل عن الكثير من ممارسات الحزب وقراراته. عن محاولة الحاج وفيق صفا “قبع” القاضي طارق البيطار، وعن الذي حصل في عين الرمانة وعن هتافات “شيعة شيعة” واعتداءاتٍ على مواطنين في أكثر من منطقة. فالتيّار السّياديّ الذي انطلق من شعار توحيد البندقيّة يسلّم بوجود صواريخٍ على أرضٍ لبنانيّة، خارج الجيش والشرعيّة.
في المقابل، باشر باسيل، المعاقَب أميركيّاً، سلسلة تنازلاتٍ إلى المقلب الآخر:
إخراج عامر الفاخوري من السّجن ومن لبنان.
التّعاطي مع ملفّ ترسيم الحدود البحريّة والتّسليم للوسيط الأميركيّ بما يطالب به، معترضاً على الشّروط الموضوعة من قبل الجيش.
ومن مسلسل الرسائل الموجّهة إلى الأميركيّين، الحفلة التي نظّمتها سفارة لبنان في فرنسا لليهود اللبنانيّين، بتوجيهٍ من باسيل.
يريد الرئيس عون، كما باسيل، الاحتفاظ بعلاقةٍ متينةٍ مع حزب الله، مع حدٍّ أدنى من التّمايز. الحزب هو الباب الرئيس للوصول إلى قصر بعبدا، حلم عون وباسيل.
ويريد الرئيس عون، كما باسيل، إقناع الأميركيّين بظلم قرار إدارة دونالد ترامب فرض عقوباتٍ على صهر رئيس الجمهوريّة وخليفته.
لهذه الغاية، لا بأس بالتّنازل. وسنشهد بعد على المزيد من التّنازلات، من الآن وحتى يحين موعد الانتخابات الرئاسيّة.
فهل ينجح باسيل بمواصلة اللعب على حبلين، أم يسقط عن الاثنين معاً؟
مواضيع مماثلة للكاتب:
نهاية الحرب: قريبة أو بعيدة؟ | كيف ستدفع إسرائيل الثمن؟ | هل انتهت الحرب أم بدأت؟ |