الصناديقُ الثلاثةُ… ما قبلَ الاخيرِ!

أخبار بارزة, لبنان, مباشر 11 تشرين الثانى, 2021

كتبت إلهام سعيد فريحة في “الأنوار” :

ليسَ مبالغةً القولُ أن اللبنانيَّ يعيشُ وسط ثلاثةِ أنواعٍ من الصناديقِ :
صندوقُ الإقتراعِ ،صندوقُ الإعاشةِ، صندوقُ الذخيرةِ.
بشكلٍ او بآخرَ ، هذهِ الصناديقُ ” موصولةٌ ببعضها”:
فصندوقُ الإقتراعِ للإنتخاباتِ النيابيةِ قد لا يتحرَّكُ من دونِ صندوقِ الإعاشةِ ، وإذا لم يتحركْ الصندوقانِ الآنفا الذِكرِ، فإنَ الطريقَ تكونُ مفتوحةً لصندوقِ الذخيرةِ لملءِ الفراغِ .
هذهِ هي حالُ اللبنانيينَ في هذهِ الثلاثيةِ المُكلِفةِ التي تختلطُ فيها الديموقراطيةُ مع البطونِ الجائعةِ، مع الرؤوسِ الحاميةِ، التي لا ترى مخرجاً سوى في الحروبِ ،
في هذهِ الحالِ ، ها هو الشعبُ اللبنانيُّ الحضاريُّ يبدو عالقاً بينَ هذه “الصناديقِ” وهذهِ المنظومةِ.

“في الصندوقِ الاولِ” ، صندوق الإقتراعِ ، بدأتْ تتكشفُ مصاعبُ من شأنها أن تهددَ العمليةَ الإنتخابيةَ ولاسيما إقتراعَ المغتربين، وهذا ما عبَّرُ عنهُ وزيرُ الخارجيةِ عبدالله بو حبيب في كتابٍ مسهبٍ رفعهُ إلى وزيرِ الداخليةِ يعدِّدُ فيهِ المصاعبَ التي من شأنها عدمُ تمكُّنِ المغتربينَ من الإقتراعِ في حالِ كانَ موعدُ الإنتخاباتِ في 27 آذار 2022 ،
كلامُ وزيرُ الخارجيةِ جاءَ على قاعدةِ ” أشهدُ أني بلَّغتْ ” ، وفي حالِ بقيَ القانونُ على ما هو عليهِ، فإن العمليةَ الإنتخابيةَ برمَّتها ستكونُ معرَّضةً للطعنِ أمامَ المجلسِ الدستوري. وقد يكونُ التلاعبُ بالمواعيدِ والمهلِ ذريعةً لتطييرِ الإنتخاباتِ النيابيةِ برمتها ، ألم يحصلْ ذلكَ بين 2013 و2018 حيثُ طارتْ دورةٌ بكاملها لمجلسِ النوابِ ؟

“الصندوقُ الثاني” الذي يتوجَّسُ منهُ اللبنانيونَ هو “صندوقُ الإعاشةِ” ، هناكَ عائلاتٌ مستورةٌ بكاملها هزمها الفَقْرُ ، كانتْ تعيشُ بخوفِ ربِّها ، وهي التي كانتْ تُسمَّى ” الطبقةَ الوسطى ” . لم تكنْ تعرفُ بشيءٍ إسمهُ ” صندوقُ الإعاشةِ ” .
هذهِ العائلاتُ ” جارَ عليها الزمانُ” فهُزِمَتْ أمامَ منظومةِ السلطةِ ،
وأُرغِمَتْ على البدءِ من جديدٍ، وكأنها تبدأ العملَ من اليومِ الأولِ ، لأن مدَّخراتها نُهِبَتْ على مدى عمرٍ !

“الصندوقُ الثالثُ” هو ” صندوقُ الذخيرةِ ” أو المتفجِّراتِ ، في كلِّ يومٍ او كلِّ أسبوعٍ ، البلدُ تحتَ رحمةِ أهتزازٍ امنيٍّ في اكثرَ من منطقةٍ لبنانيةٍ،
وبسرعةٍ هائلةٍ يحضرُ السلاحُ ، الخفيفُ منهُ والمتوسِّطُ ، متخطِّياً كلَّ الإجراءاتِ المتخذةِ .

هكذا يعيشُ اللبنانيُّ في ظلِ هذهِ الكوابيسِ قبلَ “الصندوقِ الاخيرِ”،
وكلُّ ذلكَ ” بفضلِ تلكَ “السلطةِ المتسلِّطةِ”، التي فرضتْ عليهِ ان يكونَ ” رهينةً”،
فوضعتهُ في هذهِ الصناديقِ الثلاثةِ،
ما قبلَ “الصندوقِ” الاخيرِ… “بعيد الف شر”!

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

مواضيع ذات صلة :

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us