في الذكرى الثامنة والسبعين لاستقلال لبنان أين نحن من رجالاته؟
كتبت رنا الأمين لـ”هنا لبنان”:
ألم يترك فينا بشارة الخوري ذرةً من وطنيته وغيرته على الوطن وسيادته واستقلاله؟ ألم يبق فينا من شيم رياض الصلح ولبنانيته شيء؟ أين الوحدة الوطنية التي جمعت بشارة الخوري ورياض الصلح وعبد الحميد كرامي وعادل عسيران وسليم تقلا وكميل شمعون عندما احتجزوا في قلعة راشيا وكانوا صفًّا واحدًا في وجه الانتداب؟ أين نحن من حكومة بشامون حكومة الاستقلال الوطنية وكل من ناضلوا يومها لينال لبنان حريته ولكي لا يبقى قرار الدولة بيدٍ خارجيةٍ؟
ربما بقيت منّا ثلّةٌ قليلة…
بقي فقط من يؤمن بالوطن!
نحنُ الّذينَ نؤْمِنُ بالوطن يصعب علينا أن نفهم فِكْرَةَ الإيمانِ بالشخص فالوطن أكبر من كل ما عداه.
لا مقدّس لدينا سوى هذا الوطن الذي ننتمي إليه، ليس كفراً ولا إلحاداً فلكلٍّ منا دينه ولكن الدّين للّه أمّا الوطن فللجميع!
نحن الذين نؤمن بالوطن نُخوّن ونُقذف بشتى التهم لأننا كفرنا بآلهة الطوائف ورفضنا أن تكون روابط الأديان على حساب هذا الوطن.
نحن الذين نؤمن بالوطن نحلم بوطنٍ نتساوى فيه كأفرادٍ، كمواطنين تجمعنا مواطنيتنا ولا تفرّقنا مناطقنا وطوائفنا ومذاهبنا وأحزابنا!
نحن الذين نؤمن بالوطن بدأنا نشعر أن لا مكان لنا في وطنٍ قائمٍ على المحاصصة والمناطقية، وطن تعشّش فيه الطائفية والمذهبية البغيضة.
نحن لبنانيّون أوّلًا، مصلحةُ وطننا تغلب على كل ما سواها. ونحن جزءٌ من العالم العربيّ الّذي كان لبناننا يومًا منارته.
اللبنانيّ مسيحيّاً كان أم مسلماً أو مهما كانت ديانته، هو أخي في الوطن! حقوقه هي حقوقي وأتساوى وإيّاه بالواجبات تجاه هذا الوطن.
ما همّني أن تأخذ طائفتي نسبتها من مجلسٍ نيابي أو وزاري ولا أرى بعد ذلك “طحيناً”! ما همّني أن يكون الحاكم من “جماعتنا” أو من غيرها إن كان فاسدًا سيعمل لحسابه الخاص فقط؟
نحن لبنانيّون أوّلًا، ولاؤنا أوّلًا وأخيراً لوطننا لبنان لا للحزب ولا للطائفة ولا للجماعة.
نحن من بقايا الاستقلال، الاستقلال الحقيقي الذي أبى إلا أن يكون لبنان كيانًا قائمًا بذاته، هو جزءٌ من العالم ولكنه ليس تابعًا لأحد وليس ساحةً لتنفيذ الأجندات الخارجية وتصفية حساباتها!
نحن من بقايا الاستقلال الذي لم يبق منه اليوم سوى تاريخ الثاني والعشرين من تشرين الثاني الذي يحمل فيه اللبنانيون جميعاً ولو لمرة واحدة العلم اللبناني دون أن تفرقّهم أعلام أحزابهم!
نحن كلُّنا للوطن أُسد غابٍ متى ساورتنا الفتن!
مواضيع مماثلة للكاتب:
هل نشهد نهاية الكتاب الورقي؟ | قصتي مع رفع تعرفة الاتصالات.. هكذا “أكلت الضرب”! | لبنان يقدّم الساعة.. والشعب اللبنانيّ يرجع ألف سنةٍ إلى الوراء |