رحلة استكشافية تعثر على حطام لسفينة مفقودة منذ أكثر من مئة ١٠٠ عام
تم مؤخرا العثور على حطام سفينة السير إرنست شاكلتون المدعوة Endurance وذلك بعد مئة وسبع 107 سنوات من محاصرتها بالجليد البحري وغرقها قبالة سواحل القارة القطبية الجنوبية.
حيث انطلقت بعثة Endurance22 من كيب تاون بجنوب إفريقيا في شباط الماضي في مهمة لتحديد موقع السفينة الغارقة، بعد شهر من الذكرى المئوية لوفاة السير إرنست.
وقال صندوق التراث البحري في فوكلاند إن السفينة الخشبية ، التي لم تشاهد منذ أن سقطت في بحر ويديل عام ألف وتسعمئة وخمسة عشر 1915 ، عثر عليها على عمق ثلاثة آلاف وثمانية (3008 أمتار) على بعد أربعة أميال تقريبا جنوب الموقع الذي سجله في الأصل قبطان السفينة فرانك ورسلي ، ولكن ضمن منطقة البحث التي حددها فريق الحملة قبل مغادرتهم كيب تاون.
وبالعودة إلى عام ألف وتسعمئة وخمسة عشر 1915 ، كانت Endurance واحدة من سفينتين استخدمتهما البعثة الإمبراطورية عبر القطب الجنوبي من العام ألف وتسعمئة وأربعة عشر إلى العام ألف وتسعمئة وسبعة عشر 1914-1917 ، والتي كانت تأمل في القيام بأول عبور بري للقارة القطبية الجنوبية، حيث انطلق السير إرنست شاكلتون من لندن مع طاقمه المؤلف من ثمانية وعشرين 28 رجلا وتسعة وستين 69 كلبا وقطة واحدة، بهدف الهبوط في خليج Vahsel في القارة القطبية الجنوبية ، لكن السفينة علقت في حزمة الجليد على بحر Weddell بعد ستة اشهر من انطلاقها وبقيت هي وطاقمها محاصرين لعدة أشهر قبل ان يضطر الطاقم لهجرها اخيرا، ولتغرق بعدها دون ان يجدها أحد.
من مميزات السفينة أيضا أن اللقطات الرائعة للحطام تظهر أنه تم الحفاظ عليه بشكل مذهل ، مع بقاء عجلة السفينة سليمة ولا يزال اسم ” Endurance” مرئيا تماما على مؤخرة السفينة، حيث قال مدير الاستكشاف في البعثة أنه أفضل حطام سفينة خشبية شاهده حتى الآن، وأضاف: “هذه علامة فارقة في التاريخ القطبي”
وأوضح الدكتور أدريان جلوفر ، عالم أحياء أعماق البحار في متحف التاريخ الطبيعي: “الحفاظ على Endurance أمر رائع للغاية ، لكنه ليس غير متوقع على الإطلاق، لأن “ديدان السفن” الصغيرة التي تأكل الخشب عادة في المحيطات الغنية بالأكسجين غائبة عن القارة القطبية الجنوبية”
وذلك لأن التيار المحيطي في القطب الجنوبي الذي يتدفق في اتجاه عقارب الساعة حول القارة القطبية الجنوبية كان أساسا بمثابة حاجز أمام يرقات أنواع المياه العميقة التي كان من الممكن أن تلتهم خشب السفينة.
لذا فإن النتائج من الاكتشاف الجديد مهمة ليس فقط من منظور تاريخي ولكن أيضا من حيث فهم البيئة وتطور الحياة في أنتاركتيكا.
الحطام محمي كموقع تاريخي ونصب تذكاري بموجب معاهدة أنتاركتيكا ، مما يضمن أنه أثناء مسح الحطام وتصويره لن يتم لمسه أو إزعاجه بأي شكل من الأشكال.
المصدر: The Times