لمن سيُعطى “مجد” قيادة التسوية الكبرى؟

حرصت السفيرة الأميركية على تلاوة بيان مكتوب بعد لقائها الرئيس عون، وذلك رغبةً منها ومن إدارتها بعدم ارتكاب أي التباس في التعبير قد ينتج عن تصريحها.

شيا قالت بالحرف الواحد: “بعد حوالى ثمانية أشهر من دون حكومة، ألم يحن الوقت للتنازل عن المطالب للتوصل إلى تسوية وتشكيل حكومة؟”. هي بالفعل تحدثت عن تسوية، يعني تفاهماً بين طرفين. وهذا يعني أن واشنطن حرفت تركيزها عن الشروط السابقة.

أكثر من ذلك، يتحدث بعض المواكبين للموقف الأميركي بأنّ مسؤولين أميركيين تواصلوا مع مسؤولين لبنانيين، وكان تشجيع واضح من جانبهم على الدفع باتجاه تأليف حكومة، وفق المعايير التي يتفق عليها اللبنانيون، كل ذلك في سبيل تطويق الانهيار الكبير ومنع حصوله.

وهو المنطق ذاته الذي يدأب رئيس “الحزب التقدمي الاشتراكي” وليد جنبلاط على الترويج له من خلال الدعوة إلى تسوية تلجم الانهيار وتحول دون الارتطام الكبير.

لكن جنبلاط نفسه يدرك أنّ أياً من القوى لن يمنحه “امتياز” قيادة مبادرة انقاذية تؤتي ثمارها تفاهماً حكومياً، ولو أنّ الجميع متيقّن أن لحظة التسوية ستأتي عاجلاً أم آجل.

فعلياً، يكفي رصد الرسم البياني لمواقف القوى اللبنانية، ومنها “تيار المستقبل” و”التيار الوطني الحر”، للتأكد من أن الفريقين يتركان خطاً للعودة.

وقد تكون تلك المناخات هي التي أملت على الرئيس بري تشغيل محركاته من جديد، وهو لن يدخر أي جهد قد يؤدي إلى تسهيل ولادة الحكومة، والتي سبق له أن حدد قواعدها بأن لا ثلث معطلاً فيها.

ولذلك يبقى السؤال من يقنع الفريق العوني بالتخلي عن الثلث المعطل؟ أثبتت الوقائع بأنّ رئيس الجمهورية يخوض آخر معاركه، وبأنّه لن يتراجع مهما كانت الضغوطات أو الأكلاف. فهل سينجح عون في جرّ الجميع إلى ملعبه وشروطه بعد تخلي الدول المعنية عن شروطها؟

المصدر: كلير شكر – نداء الوطن

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us