عون نسق مع حزب الله: مرسوم الحدود بجلباب أميركا
المصدر: منير الربيع – المدن
عملياً تراجع الرئيس عون، عن توقيع مرسوم ترسيم الحدود البحرية. انتظر زيارة ديفيد هيل واتخذ قراره المناسب. لم يتراجع عون عن التوقيع لأنه حصل على مقابل، بل تجنبًا لدخوله في تصعيد جديد مع الولايات المتحدة.
وعلى مثال معادلة “النفط مقابل الغذاء”، يقف لبنان أمام معادلة “إنقاذ الاقتصاد بالإصلاحات وترسيم الحدود للتنقيب عن النفط والغاز”. أما مسألة الغذاء التي ترتبط بمساعدات إنسانية تقدمها الجهات المانحة، فمرتبطة بملف تشكيل الحكومة.
وفي خلاصة موقف ديفيد هيل بعد لقائه عون في بعبدا، ثلاث مسائل أساسية:
أولا- أصبح تشكيل الحكومة ضرورة، وقد حان وقت التسوية.
ثانيا- التهديد بعقوبات على من يعرقل ذلك.
وثالثا- طي صفحة مرسوم ترسيم الحدود، والكلام عن إيران وحزب الله وتكديس الحزب إياه الأسلحة، لأن هذا يعرض لبنان للمزيد من الإجراءات العقابية.
ولا يمكن فصل الموقف الاميركي عن ما يجري من تطورات إقليمية دولية. فواشنطن تحاول إبعاد لبنان من الصراعات. وهذا ما بحثه هيل مع البطريرك الراعي
ولكن من وجه آخر، ترتبط التطورات في الأقليم بحلقات الأزمة اللبنانية مثل: ترسيم الحدود. وبحث الوضع الأمني والعسكري في الجنوب. وتكثيف نشاط ومهام قوات اليونفيل في الجنوب اللبناني وتركيبها كاميرات مراقبة، واعتراض بعض أهالي القرى الجنوبية في الأيام الماضية دوريات اليونيفيل. وانعكاس المفاوضات الإيرانية – الأميركية على تشكيل الحكومة.
وهذا كله لا ينفصل عن تزامنه مع زيارة هيل، الذي ينطوي كلامه على محاولة واشنطن فرض حزام آمن وخال من السلاح مستقبلاً في الجنوب. وهناك رهان على تعزيز دور اليونيفيل في منطقة نفوذ حزب الله وترسانة سلاحه.
أما الأهم فهو تراجع عون عن توقيع مرسوم الحدود البحرية. وهو في هذا يحاول مسايرة الأميركيين، والاستعداد للتعاون والتفاهم معهم.
ولذا، طوى عون المرسوم، وأبدى استعداداً للتعاون وطلب اللجوء إلى خبراء دوليين في الترسيم. وموقف عون هذا منسق مع حزب الله وفق ما تؤكد مصادر متابعة.