حدثٌ كبيرٌ يَفتح باب الحلول

في «جمهورية العجز المطلق»، سقطت كل الرهانات على تسوية سياسية بالأدوات الداخلية العادية. فاللاعبون، من عون إلى الحريري إلى سواهما، لا يملكون مفاتيح الحلِّ والربط. ولذلك، هم يخوضون معارك وهمية في غالب الأحيان.
ويتنامى اقتناع بأنّ المستنقع اللبناني بات ينتظر صدمةً أو حدثاً كبيراً يعيد خلط الأوراق ويفرز معطيات جديدة.
على مدى العامين الفائتين، شهد لبنان صدمتين هائلتين، كان يمكن استثمارهما لتغيير «الستاتيكو» الحالي، وهما: انتفاضة 17 تشرين، وكارثة المرفأ.
ولكن، تعاطت قوى السلطة وداعميها الإقليميين، بشكل عدائي مع الصدمتين. وكرَّسوا بقاء لبنان في محوره الإقليمي الحالي.
واليوم، يبدو الواقع اللبناني غارقاً في مراوحةٍ لا نهايةَ لها، بسبب عجز القوى السياسية عن إنتاج حلّ. فأي صدمة يمكن توقُّعها لتحريك الركود اللبناني السائد؟

أولا- يعتقد البعض أنّ لحظة الانهيار الكبير التي ستواكب رفع الدعم نهائياً عن السلع الأساسية، يمكن أن تشكّل هذه الصدمة. فهي ستقود إلى انفجار اجتماعي له انعكاساته السياسية وربما الأمنية.

ثانيا- يشكِّك آخرون في تأثير الصدمة الداخلية التي ستنتج من الانهيار. ويعتقدون أنّ الصدمة الأكثر واقعية ستكون بحصول اتفاق بين إيران والولايات المتحدة، واتفاق بين إيران والسعودية.

والصدمة الثالثة هي – حصول اشتباك إيراني- إسرائيلي، مع «حزب الله» في لبنان أو أو مع دمشق، يمكن أن يبدأ بالطريقة التي جرت أخيراً، ويتخذ منحى تصاعدياً ليتحوَّل مواجهة إقليمية يكون الملف النووي من عناوينها الأساسية.

إذاً، لبنان في وضعية الانتظار للصدمة أو للحدث الكبير، إيجابياً كان أو سلبياً، والذي سيكون مَنشؤه خارجياً ويحرِّك الركود الداخلي. ويمكن القول، إنّ الشرق الأوسط بكامله ينتظر صدماتٍ أو أحداثاً كبيرة، تُنهي الجمود وتُنفّس الاحتقانات السياسية.
في 17 تشرين الأول، لو تمّ استثمار الصدمة الشعبية إيجاباً لكان لبنان قد سلك طريق النجاة. وفي 4 آب، لو تمّ التفاعل مع المبادرة الفرنسية لكان الانهيار قد توقّف. واليوم، إذا لم تتحقّق صدمة جديدة إيجابية تعيد خلط الأوراق، فلن يُفتَح باب الحلول.
وفي الانتظار، سيغرق لبنان في المزيد من المراوحة إلى ما لا نهاية، حيث لا يستطيع أي طرف داخلي حسم المواجهة أو فرض التغيير.

المصدر: طوني عيسى – صحيفة الجمهورية

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us