دولة من رمّان ملغوم ومسموم!

عندما يقول السفير السعودي في لبنان وليد البخاري، ان 600 مليون حبة مخدّرة تم تهريبها من لبنان خلال الأعوام الستة الأخيرة الى السعودية، وان هذه الكمية الهائلة كافية لإغراق العالم العربي بالمخدرات، يصبح كل الكلام والمناشدات والتمنيات التي سمعناها بعد اجتماع القصر الجمهوري بلا معنى .

السعودية والدول العربية لا تحتاج الى المناشدة، تحتاج فقط الى ان يكون في لبنان دولة لا مسخرة الدول، التي يقتصر دورها الفعلي على ان تشكل قناعاً لبنانياً للحاكم الفعلي، أي “حزب الله”، الذي طالما اعلن أنه جزء من مجموعة الممانعة التي ترشق السعودية من اليمن بالطائرات المسيّرة، ومن لبنان بالشتائم وبملايين من حبات “الكبتاغون”.

ولكن من اين نأتي بالدولة التي صارت حطاماً، والدليل ان كل ما قيل في بعبدا هو تأكيد الحرص على متانة العلاقات الأخوية مع السعودية، وإدانة كل ما شأنه المسّ بأمنها او سلامة الشعب السعودي الشقيق، إضافة الى تدبيج التمنيات على الرياض لإعادة النظر في قرار منع دخول المنتجات الزراعية الى السعودية.

لا معنى لكل الوعود الإرتجالية التي تتحدث عن التشدد في مراقبة الحدود مع سوريا، والتي من المعروف انها خارج سيطرة الدولة. فهل يحتاج السعوديون الى بيان انشائي تمويهي لن يقدم او يؤخر؟ لا انهم يحتاجون الى ان يكون في لبنان دولة لا شبح دولة.

كيف تعبر شاحنات تحمل الرمان المفخخ بالمخدرات من سوريا الى تعنايل وتتوقف في مخزن يحمل لافتة أحد المشروبات الغازية، ثم يتم نقل البضاعة االى مرفأ بيروت ثم تبحر الى ميناء جدة، والأدهى كيف يمكن لشركة وهمية ان تقدم اوراقاً لتستورد الرمان، وكيف يتم تزويد التهريبة الرمانية بشهادة منشأ لبنانية؟

لقد قيل ان هذه النقاط جعلت اجتماع بعبدا غارقاً في التبصير وتطيير المناشدات في حين كان يجب على الأقل ان يستقيل فوراً وزيرا الزراعة والاقتصاد اللذان اشتبكا تقريباً حول صلاحيات تسجيل شركة وهمية استوردت الرمان المسموم، وحول من اعطى شهادة منشأ مزورة لتلك البضاعة،

والأكثر ضرورة ان تستقيل الدولة اللبنانية بكل مسؤوليها الميامين وكل أجهزتها المخردقة، بدليل ان الصراخ قائم منذ اشهر حول تهريب المواد المدعومة من ودائع الناس الى سوريا، في حين يقتتل اللبنانيون من اجل علبة حليب، ولكن على عينك أيها المسؤول!
وفي النهاية هل عندكم غير هذه البيانات الإنشائية والمناشدات المضحكة المبكية؟

المصدر: راجح خوري – صحيفة النهار

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us