مجاعة حقيقية على الأبواب… ووَصفة من الموفَدين

المصدر: نادر حجاز – MTV
إنه اللعب على حافة الهاوية وعلى أقدار اللبنانيين. حالة الإنكار الكبيرة لدى فريقَي أزمة تشكيل الحكومة تتعدّى القدرة على الفهم والتحليل بأي منظار يتطلعون من خلاله الى مستقبل البلد.

كل المؤشرات باتت تؤكد أن لبنان على أبواب الانهيار الكامل والإفلاس التام، فالمسألة قضية وقت، ربما لأسابيع أو لأشهر، إذا ما تقاعست حكومة تصريف الأعمال مجدداً عن ترشيد الدعم الى أقصى الحدود وارتكبت حماقة الاستمرار بالدعم والصرف من الاحتياطي الإلزامي الذي لا يكفي إلا لبضعة شهور، ما يعني تأجيل الكارثة.

يعرفون هذه المشهدية جيداً في القصر الجمهوري كما في بيت الوسط، ويدركون أن عدم تشكيل حكومة سيقودنا الى إنهيار تام وحقيقي. الكلام ينقله اليهم كما الى باقي القوى السياسية السفراء والموفدون الدوليّون، الذين يجددون في كل مرة التأكيد أن كلمة السر هي واحدة، تشكيل الحكومة.

مرجعية سياسية رفيعة لا تجد مبرّراً لبعض تصرّفات الرئيس المكلّف، المطالَب بتبريرات كثيرة. وفي المقابل لا يبدو عون منزعجاً كثيراً من هذا الفشل بالتأليف، ربما على قاعدة “إتفقنا مع الحريري لنَحكم، ونختلف معه اليوم أيضا لنحكم”. فالحاكم الفعلي في البلاد حالياً هو رئيس الجمهورية الذي يدير بعبدا بسلسلة اجتماعات لا تكرّس الا فراغاً في السلطة التنفيذية.

انه التسليم بالقضاء على لبنان وفكرته وهويته، وإتقان الرقص على جثة بلد كان في حقبات كثيرة ساحة لحروب الاخرين ودفع الفاتورة نيابة عن الجميع، ولا يبدو أنه قادر اليوم على تحصين أو تحييد نفسه عن صراعات الآخرين.

لذا فانه الوقت الفاصل النهائي الذي سيكتب للبنانيين قدرهم الجديد، ففي الحرب العالمية الأولى عانى لبنان من مجاعة، ولكن اليوم لا حرب داخلية ولا حرب عالمية لكننا على طريق المجاعة

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us