اِكْتِشَافُ هَيَاكِلَ عَظْمِيَّةٍ يُغَيِّرُ مَفَاهِيمَ اسْتِخْدَامِ الْأَهْرَامَات
كَشَفَ عُلَمَاءُ الْآثَارِ عَنْ هَيَاكِلَ عَظْمِيَّةٍ دَاخِلَ أَهْرَامَاتٍ فِي مَوْقِعِ تُومْبُوسَ الْأَثَرِيّ عَلَى ضِفَافِ نَهْرِ النِّيلِ بِالسُّودَانِ، مِمَّا يُغَيِّرُ التَّصَوُّرَاتِ التَّقْلِيدِيَّةَ حَوْلَ الْأَهْرَامَاتِ وَاسْتِخْدَامِهَا.
أَظْهَرَتِ الدِّرَاسَةُ أَنَّ الْأَهْرَامَاتِ لَمْ تَكُنْ مُخَصَّصَةً لِدَفْنِ النُّخْبَةِ فَقَطْ، بَلِ احْتَوَتْ أَيْضًا عَلَى رُفَاتِ عُمَّالٍ وَحِرَفِيِّينَ عَاشُوا حَيَاةً شَاقَّةً تَطَلَّبَتْ مَجْهُودًا بَدَنِيًّا كَبِيرًا. وَقَدْ بَيَّنَتِ الْعِظَامُ الْمُكْتَشَفَةُ عَلَامَاتِ نَشَاطٍ بَدَنِيٍّ مُكَثَّفٍ، مُقَارَنَةً بِآخَرِينَ عَاشُوا حَيَاةً مُرَفَّهَة.
وَيُرَجِّحُ الْعُلَمَاءُ أَنَّ دَفْنَ الْعُمَّالِ بِجَانِبِ النُّبَلَاءِ ارْتَبَطَ بِمُعْتَقَدَاتٍ دِينِيَّةٍ، حَيْثُ اعْتُقِدَ أَنَّهُمْ سَيُوَاصِلُونَ خِدْمَةَ أَسْيَادِهِمْ فِي الْحَيَاةِ الْآخِرَةِ.
يَسْتَبْعِدُ الْبَاحِثُونَ فَرْضِيَّةَ التَّضْحِيَةِ الْبَشَرِيَّةِ، وَيُؤَكِّدُونَ أَنَّ هَذَا الِاكْتِشَافَ يُشِيرُ إِلَى مَشْهَدٍ اجْتِمَاعِيّ أَكْثَرَ تَنَوُّعًا وَتَعْقِيدًا دَاخِلَ هَذِهِ الْمَقَابِرِ.
الْأَهْرَامَاتُ الَّتِي عُثِرَ عَلَيْهَا، مِثْلُ هَرَمِ سِي أَمُون، كَانَتْ تَحْتَوِي أَيْضًا عَلَى فَخَّارِيَّاتٍ وَزَخَارِفَ جَنَائِزِيَّةٍ، مَا يَعْكِسُ أَهَمِّيَّةً رَمْزِيَّةً وَدِينِيَّةً لِكُلٍّ مِنَ الْمَدْفُونِينَ بِغَضِّ النَّظَرِ عَنْ خَلْفِيَّاتِهِمُ الِاجْتِمَاعِيَّة.
هَذَا الِاكْتِشَافُ يُعِيدُ النَّظَرَ فِي الْفَرْضِيَّةِ الْقَائِلَةِ بِأَنَّ الْأَهْرَامَاتِ كَانَتْ مَقَابِرَ حَصْرِيَّةً لِلنُّخْبَةِ، وَيُؤَكِّدُ عَلَى وُجُودِ نِظَامٍ اجْتِمَاعِيّ أَكْثَرَ تَنَوُّعًا مِمَّا كَانَ يُعْتَقَدُ سَابِقًا.
الْمَصْدَر: ديلي ميل