السعوديون بدأوا محاورة الأسد… ولبنان يترقّب
المملكة وسوريا، وأخرى بين الولايات المتحدة وإيران، وأخرى يمكن أن تقع على المستوى الإسرائيلي. وفي هذا الخضم، لبنان على وشك أن يتلقّى صدمته الداخلية التي صنعها بنفسه لنفسه، أي الانهيار.
يقول العارفون، إنّ وزير الخارجية الفرنسي سيأتي هذه المرّة إلى بيروت ليبلغ اللبنانيين أنّ أمورهم على وشك أن تفلت تماماً من أيديهم وتصبح في أيدي الآخرين بالكامل، وأنّ الزخم الفرنسي للمساعدة سيضعف أكثر.
والأكثر تأثيراً على لبنان هو التطوُّر الحاصل في العلاقات العربية مع دمشق. ويعتقد محللون، أنّ مساعي التطبيع بين الجامعة العربية والأسد بلغت مراحل متقدّمة، وقد بلغ هذا التطوُّر ذروته بزيارة الوفد السعودي الرسمي للعاصمة السورية.
وكذلك، نُقِل عن المصادر، أنّ الرياض تؤيّد عودة دمشق إلى الجامعة العربية، وحضورها القمة العربية في حال انعقادها في دورتها الحادية والثلاثين في الجزائر.
هذه التحوُّلات يترقبها لبنان بكثير من الحذر، لأنّها ستتكفّل بانتقاله من «ستاتيكو» سياسي إلى آخر. وعلى الأرجح، سيكون لبنان والعراق واليمن والملف الفلسطيني على طاولة النقاش بين القوى الإقليمية والدولية، بما في ذلك حوار السعوديين مع كل من طهران والأسد.
وسيكون التحدّي الأكبر أن تتمكن القوى الإقليمية والدولية من مساعدة لبنان على تحقيق استقراره، من دون استعادة أي وصاية خارجية عليه.
أما خسارة لبنان الكبرى ستتكرّس إذا تعِب منه السعوديون والفرنسيون وفقدوا الأمل في إنقاذه. ففي هذه الحال، سيسحبون أيديهم عاجزين، ويتركونه لآخرين يتدبَّرون أمره.
فهل يدفع لبنان برأسه ليكون مادة مقايضة في البازارات الإقليمية والدولية، خصوصاً أنّه ينخرط في مفاوضات صعبة مع إسرائيل يصعب توقُّع نتائجها؟ وهل الانهيار الشامل المنتظر، أو «الارتطام الكبير»، سيكون الضربة القاضية التي ستبرِّر وضعه تحت الوصايات مجدداً؟