حزب الله ووقائع المنطقة: تأجيل الاختيار بين الحريري وباسيل

المصدر: منير الربيع – المدن
ينحصر السجال اللبناني حول الأسباب المعطلة لتشكيل الحكومة، بتقاذف التهم بين عون وفريقه من جهة، والحريري من جهة أخرى. واللافت أن حزب الله يغيب بدوره وتأثيره غياباً كاملاً عن المداولات. رغم أن الطرفين يعتبرانه صاحب قرار أساسي في معادلة تشكيل الحكومة.

فرئيس الجمهورية وصهره يستندان على دعم حزب الله لهما. والرئيس المكلف لديه إشارة أساسية من الحزب إياه بأن ليس من خيار بديل عنه.

تفرض هذه الوقائع طرح سؤال أساسي على حزب الله : ففي حال وصل الحزب إلى لحظة ضرورة الاختيار بين تشكيل الحكومة وإرضاء عون وباسيل، ماذا يختار؟

وكان جواب الحزب أنه حريص كل الحرص على تشكيل الحكومة. ولكنه في الوقت نفسه حريص على علاقته بالطرف المسيحي الحليف. ويعني مضمون الجواب أن حزب الله يتجنب -حتى الساعة- الوصول إلى لحظة القرار النهائي المحرج إلى حدّ بعيد.

لكن حزب الله يعتبر أن كل يوم يمرّ ولا ينجح فيه الحريري في تشكيل الحكومة يرتد عليه سلباً، فيما موقف عون لم ولن يتغير، والتطورات الإقليمية تبدو متسارعة، وقد لا تكون رياحها ملائمة لسفن الحريري.

وترى مصادر ديبلوماسية أن كلام نصر الله حول ضرورة التسوية وتشكيل الحكومة واستباق الأحداث، يندرج في سياق الخطابات الجيوستراتيجية.

فقد تلقف نصرالله مبادرة وليد جنبلاط ودعا اللبنانيين إلى التعاطي معها بجدية والذهاب لتشكيل الحكومة. لكنه في الحقيقة والواقع لم يفعل أي شيء لتسهيل التشكيل.

ويرد حزب الله على هذا الكلام بالقول: نحن لا نضغط على حلفائنا. وأكثر من مرة طلبنا من باسيل التسهيل والتعاون، لكنه أصر على موقفه.
المشكلة أبعد من ذلك، ولا بد من النظر إلى ما يجري في الإقليم، وإلى ما يقوم به الحريري: إما الثبات على موقفه، وإما الاعتذار، وإما المبادرة إلى تقديم تنازل.

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us