تشكيل الحكومة.. أو سيناريو دراماتيكي قد يرسم نهايات مأساوية!
في الوقت الذي يصرّ فيه البعض منذ إنتهاء اللقاء السادس بين الرئيس المكلف نجيب ميقاتي ورئيس الجمهورية، على نشر أجواء سلبية حول تشكيل الحكومة إنطلاقا من أن عون يريد كل شيء في الحكومة العتيدة لتياره السياسي ، يتحصن ميقاتي بالصمت، ويعمل على تجميل بعض السلبيات، ويحرص على التعاطي الايجابي مع عون . بات واضحا أن ميقاتي مستمر بهذا النهج طالما هناك بصيص أمل بإمكانية تشكيل حكومة تشكل صدى إيجابيا للبنانيين وتوقف الانهيار، وبالتالي فإن من لم يلاق ميقاتي في منتصف الطريق من أجل التعاون على تشكيل هذه الحكومة، فإنه يُغرق لبنان في الانهيار. في الشأن السياسي، يبدو أن التحضيرات للانتخابات النيابية المقبلة قد إنطلقت، لتضاعف من حدة المواجهات بين الخصوم، وتدفع الأكثرية الى إعتماد التحريض الطائفي والمذهبي وتبادل الاتهامات. في الشأن الأمني، يبدو البلد على كف عفريت يتلاعب باستقراره، من أحداث خلدة الى أحداث الجنوب، الى توترات طرابلس، الى إشتباكات بعلبك، والاشكالات المسلحة المتنقلة التي تحصد يوميا القتلى والجرحى. في الشأن الاجتماعي حدّث ولا حرج، حيث تغيب كل مقومات الحياة الكريمة، والآتي يبدو أعظم، خصوصا في ظل إنقطاع المحروقات التي تترجم طوابير ذل للسيارات أمام المحطات، وتتسبب بتعطيل كل أوجه الحياة بفعل إنعدام مادة المازوت، فضلا عن تعطل كل مؤسسات الدولة وأجهزتها التي تحتاج الى الكهرباء. في الشأن الدوائي، بدأت الناس تخرج عن طورها، فالصدليات تحولت الى محلات لبيع أدوات التجميل أو المكملات الغذائية، أما الأدوية الأساسية والمزمنة فمفقودة رغم الارتفاع الجنوني بأسعارها، ما يهدد كثيرا من المرضى بالموت. يضاف الى كل ذلك، السعر الجنوني لصرف الدولار الذي يفترس الرواتب والمدخرات ويحول السوبرماكات الى أماكن رعب . هذا الواقع يجعل تأخير تشكيل الحكومة لأي سبب كان، جريمة موصوفة وتاريخية بحق اللبنانيين، خصوصا أن لبنان يتجه نحو الجحيم وقد يفقد كيانه ووجوده ودوره ويتحول الى “كانتونات” ربما تكون أسوأ من التي كانت قائمة خلال الحرب الأهلية، في حين يستمر المعنيون بفرض الشروط حول وزارة هنا أو وزير هناك أو معايير هنالك.. لا يختلف إثنان على البلد أمام منعطف هو الأخطر منذ تأسيسه قبل مئة عام، فإما تسهيل مهمة الرئيس نجيب ميقاتي في تشكيل حكومة يتطلع كل العالم الى أن تبصر النور، أو الدخول في سيناريو دراماتيكي قد يرسم نهايات مأساوية.
المصدر: غسان ريفي – سفير الشمال