الحريري لعون: إرحل!
مَن المسؤول عن الإنفجار المأسوي الذي حصل في بلدة التليل في عكار فجر الأحد الماضي وأودى بضحايا وإصابات بعضهم في حال الخطر؟ المسؤول هو الدولة، ولكن أين هي الدولة في هذا “العهد القوي”، هل هي حكومة الاشباح المستقيلة والفاشلة اصلاً، ام ان الدولة هي امانة في يد الرئيس عون المؤتمن على الدستور؟ نعم الدولة هي رئيس الجمهورية وحكومته المستقيلة ومجلس دفاعه الأعلى، الذي صار يبدو للكثيرين بديلاً من الحكومة الجديدة. كم مرة دعا عون المجلس الأعلى للدفاع الى الاجتماع للبحث في عمليات التهريب الى سوريا، فماذا كانت النتيجة: يخرج علينا امين المجلس الأعلى للدفاع ويدلي بالمقررات التي لم ولن ينفذ منها شيء، فيقوم من يبني مستودعاً مموهاً لتخزين البنزين المدعوم تمهيداً لتهريبه الى سوريا، ويكتشف “ثوار عكار” لا الدولة ومجلس الدفاع الأعلى، المستودع ويحضر الجيش ثم يغادر ليحصل تدافع من المواطنين للحصول على ما تبقى من البنزين، وليحصل الإنفجار الكارثي. هل يعرف عون ومجلس الدفاع الأعلى ان هناك عشرات مستودعات البنزين والمازوت المموهة على الحدود مع سوريا، وان ما قاله رياض سلامة عن ان البنك المركزي دفع في تموز الماضي 880 مليون دولار لدعم المشتقات النفطية، ولكن البنزين والمازوت ذهبا الى المستوردين والى التجار والى المهربين. اكثر من هذا، هل سمع العهد القوي ومجلس دفاعه الأعلى عن الدعوات التي راجت في 19 تموز داعية الى تنظيم التهريب على خط عكار – الهرمل، وعن الإتجاه الى تشكيل نقابة للمهربين قد تظهر قبل حكومة ميقاتي، وهل قرأ عون ما نشر من معلومات عن تسهيلات يتلقاها المهربون من قِبل مرجعيات سياسية وحزبية نافذة؟ لا ليس من حق عون ان يشكو من نشاطات جماعات متشددة لخلق الفوضى في الشمال، فهو الذي يقود الدولة التي عليها وقف هذا اذا كان صحيحاً، ولا من حق صهره القول ان عكار صارت خارج الدولة بسبب عصابات المحروقات، فلماذا لم يكافح “العهد القوي” هذه العصابات. وهل كثير اذا رد سعد الحريري على هذا بالقول لعون: “عكار ليست قندهار وليست خارج الدولة، وانت ترى اوجاع الناس فتنة… وفخامتك أصبحت خارج الدولة، نعم انت ترى اوجاع الناس فتنة ونحن نراها صرخة في وجهك… ارحل يا فخامة الرئيس ارحل”! لقد طفح الكيل، وعملياً ان ليس في البلد لا دولة ولا مسؤولون، بل مجموعة من الغوغاء الرخيص والمكشوف الذي يريد ان يهرب ويغطي تقصيره وفضائحه، بان يجعل من رياض سلامة كبش محرقة، في وقت يبدو واضحاً ان الإنفجار الكبير يقترب وسيطيح دولة ومَن فيها!
المصدر: راجح خوري – صحيفة النهار