ريمون غجر: تعا ولا تِجي
لافتاً كان غياب وزير الطاقة والمياه ريمون غجر عن الجلسة النيابية المخصصة لمناقشة رسالة رئيس الجمهورية إلى النواب الأكارم، والتي أراد منها تحميل حاكم مصرف لبنان منفرداً كل تداعيات قرار رفع الدعم عن المحروقات من جهة، وتبرئة ذمة فريقه السياسي من جهة أخرى. رسالة الرئيس، لا تعدو كونها محاولة بائسة لحرف الأنظار عن مسؤولية وزير الطاقة الحالي ريمون غجر ومن سبقوه في الحكومات المتعاقبة، من آلان طابوريان، إلى جبران باسيل إلى أرثيور نظاريان، وصولاُ إلى سيزار أبي خليل وندى بستاني وآخر العنقود. ومسؤولية غجر لا تعني براءة حكومة حسّان دياب مجتمعة من تهمة التقصير والتأخير في قرار رفع الدعم ومكافحة التهريب وضبط الإحتكار. ربما كان على رياض سلامة أن يلعب هذه الأدوار المنوطة بالحكومة وبوزرائها ـ الأدوات، ويرسل مراقبي الحاكمية للتحقق من التخزين اللاشرعي للمحروقات، وكذلك القبض على المحتكرين، وكان على الحاكم ومجلسه المركزي أخذ قرار بنشر وحدات خاصة على طول الحدود لوقف التهريب، وكان على الحاكم الإستمرار بالدعم غير الرشيد، المخالف للقانون،حتى آخر دولار من مدّخرات اللبنانيين، إلى حين ولادة البطاقة التمويلية، وقد لا تولد في عهد الرئيس الحالي. غاب ريمون غجر عن جلسة نيابية لم يناقش فيها السادة النوّاب سوى أمور متصلة بوزارته وبقطاع إستنزف مالية الدولة واحتياطها ولا يزال. قد يُقال أن لا حاجة لحضور البديل في وجود الأصيل المحاضر بالعفة المستدامة والمتهّم بإدارة العهد القوي وهو من التهمة براء. في القول بلا جدوى حضور غجر، شيء من المنطق. وقد يُستفاد من حضوره للإضاءة على المسألة المتعلقة بدخول رجال أعمال شيعة على خط استيراد النفط الإيراني، من دون إذن ولا دستور، ولربما امتلك صاحب المعالي إجابة توضح اللبس حول ما إذا كان سعر النفط الإيراني، مدعوماً من حاكمية القرض الحسن. تعا ولا تجي وأكذب… “الكذبة مش خطيّة” كما كتب الأخوان رحباني في فيلم “بياع الخواتم”. لا راح ولا جاء. لا سُئِل ولا أجاب. غاب ريمون ورئيس حكومته، عن جلسة تلاوة رسالة الرئيس، تاركَين لكبير فرسان التيارالبرتقالي، إعتلاء صهوة المنبر، بعد جلسة عاصفة ،لمصارحة اللبنانيين بارتكابات حاكم مصرف لبنان وجرائمه المروعة، التي تبدأ بضرب السياحة والإقتصاد والأمن وتصل إلى حد الإبادة الجماعية، غاب غجر عن جلسة مجلس النواب ولم يدرٍ بما حصل، همّه في مكان آخر.
المصدر: عمر موراني – هنا لبنان