دولةُ المخازنِ والتخزينِ والمخزونِ…!
يقولُ الرئيسُ “النجيبُ” لكلِّ عارفيهِ وسائليهِ: الامورُ في خواتيمها…
تشكيلةٌ مكتملةُ الاوصافِ من النجيبِ الى رئيسِ الجمهوريةِ مع كلِّ تدويرِ الزوايا على “الطريقةِ الميقاتيةِ”، مراعاةً للكتلِ السياسيةِ وللضغوطِ الفرنسيةِ التي يُديرها على مدارِ الساعة باتريك دوريل مع الرئيس المكلَّفِ.
تشكيلةٌ ليستْ استفزازيةً ولا نموذجيةً، إنما مع رهانِ “ميقاتي” على أن لا يصطدمَ برئيسِ الجمهوريةِ، الذي لا شكَ لهُ ملاحظاتهُ التي قد تطيحُ بكلِّ التركيبةِ… خصوصاً وان الثنائيَّ الشيعيَّ سلمَ بعضَ الاسماءِ فيما يخبىءُ بعضَ الاسماءِ الاخرى “الجدِّيةِ”.
فايُّ حكومةٍ لن تشيلَ الزيرَ من البير،وايُّ حكومةٍ لن تلدَ قبلَ رسوِّ البواخرِ الايرانيةِ ومعرفةِ رداتِ الفعلِ عليها..
وايُّ حكومةٍ لن تلدَ قبلَ حسمِ مسألةِ الثلثِ المعطلِ التي ستكونُ بينَ سطورِ الاسماءِ، وايُّ حكومةٍ لن تُشكَّلَ قبلَ حسمِ مسألةِ التعاملِ مع حاكمِ المركزيِّ رياض سلامة والتركيبةِ الماليةِ والاقتصاديةِ التي كانتْ تتسلَّمُ الامورَ سابقاً…
فضلاً عن الحسمِ المسبقِ لمجموعةِ تعييناتٍ قيلَ ان فريقَ الرئيسِ عون يُحضِّرها وعددها لا يقلُّ عن الستينِ ادارةً شاغرةً..
ولكن ماذا بمقدورِ ايِّ حكومةٍ ان تفعلَ خصوصاً وان صندوقَ النقدِ الدوليِّ قد لا يعطينا الـــ 860 مليون دولار في نهايةِ هذا الشهرِ؟
وماذا بمقدورِ ايِّ حكومةٍ ان تفعلَ في البلادِ التي تحوَّلتْ الى دولةِ مخازنَ وتخزينٍ ومخزونٍ.
يومَ أمس، كما يُقال، كادتْ اللقمةُ تصلُ إلى الفمِ في الملفِ الحكوميِّ. اقتربتْ بورصةُ الأسماءِ من الاستقرارِ، وبقيتْ بورصةُ الحقائبِ في صعودٍ وهبوطٍ.
ولكنْ، “ما تقول فول تيصير بالمكيول”.وللحقيقةِ، ما زالَ “الفول” بعيداً عن “المكيول” حتى الآن.
ومن بابِ المعلوماتِ، سنوردُ بعضَ الأسماءِ، ومعظمها سيخوضُ تجربتهُ الأولى في الوزارةِ… إذا حالفهُ الحظُّ:
جوني قرم، جورج قرداحي، نجاة صليبا، ناصر ياسين، وليد فياض، يوسف خليل، مصطفى بيرم، غابي عيسى، موريس سليم، مروان أبو فاضل، فريد الخازن، مروان زين، عباس الحلبي ومي بولس، وعلي حمية. ويدورُ سجالٌ حولَ وزارةِ العدلِ فالرئيس عون يريدُ هنري خوري والرئيسُ المكلَّفُ يريدُ جان طنوس.
إذا يبدو أن الملفَ الحكوميَّ أيضاً باقٍ قيدَّ المخزونِ . وهكذا فالبلدُ كلهُ أسيرُ تخزينٍ بتخزينٍ.
وبعبارةٍ أكثرَ دقةً، نحنُ نُبتلى اليومَ بالثلاث. وصارتْ “الثلاثيةُ الذهبيةُ” عندنا، موديل 2021، هي الآتية:
أولا- دولةُ مَخازنَ يحرسها السياسيونَ وجماعةُ السلطةِ، على امتدادِ الـ10452 كلم2،
ثانيا- عصابةُ تخزينٍ لكلِّ شيءٍ… من علبةِ دواءِ السرطانِ إلى علبةِ حليبِ الأطفالِ، ومن قطرةِ المازوتِ لمولِّدِ الحيِّ إلى قطرةِ الماءِ للشربِ..
ثالثا- “لصوصُ خزينةٍ” نهبوا مالَ الدولةِ وأفلسهوا وودائعَ الناسِ وهرَّبوها بكلِّ أمانٍ…
فأيُّ مصيرٍ ستقودنا إليهِ هذهِ “الثلاثيةُ” الجديدةُ، المتعاونةُ المتضامنةُ في السرَّاءِ والضرَّاءِ ؟
هذا ما ننتظرهُ من الحكومةِ الآتيةِ… بعدَ عمرٍ طويلٍ،
وعساكَ أن تؤلفَ يا نجيب…!
المصدر: إلهام سعيد فريحة – الأنوار