الحرب البسيكولوجية الجديدة التي تُشن على اللبنانيين
لا نزال نشاهد ونواجه ونحاول أن نتعايَش مع الحرب التدميرية الموجهة لكل القطاعات الإنتاجية في لبنان. ولا نزال نواجه أيضاً الاستراتيجية الهدّامة الهادفة إلى شَلّ كل مؤسسات الدولة. وتبرز حالياً حرب جديدة، وهي حرب نفسية (بسيكولوجية) تعمل على ضرب كل أهداف وريادة اللبنانيين، وتحويل أحلامهم الى كوابيس بغية تحطيم جذور واساس ابتكاراتهم. إن هذه الحرب النفسية الجديدة تهدف الى تحطيم معنويات اللبنانيين وجرّهم إلى التسول، وإهدار حقوقهم الأساسية. هؤلاء المخطّطون يُحاولون بأفكارهم وأهدافهم السوداء أن يُلهوا اللبنانيين بموضوعات معيبة عدة لجذب قوتهم وتفكيرهم إلى منصات وهمية. بدأوا بتسليط الأضواء على موضوع الدعم. هذا الدعم الذي لا يُمكن أن يستمر لأن الدولة ليس لديها الإمكانات المالية والسيولة. فبدأوا يُموّهون يوماً بعد يوم بتكملة الدعم او بوقفه فقط لكسب الوقت وضرب المعنويات. من جهة أخرى، يقدمون برامج دونكيشوتية لتوقيف بعض المخزّنين لإلهاء الشعب، وعدم تركيزه على صلب الموضوع وهو التهريب عبر الحدود. الأسطوانة الثالثة من ضمن هذه الحرب النفسية هي إشغال اللبنانيين بموضوع تأليف الحكومة، فصباحاً يكونون متفائلين وفي الظهيرة متشائمين، وفي المساء متسائلين. والحقيقة المرة أن أحداً لا يريد، لا إدارة الأزمة، ولا حل المشاكل المعيشية، ولا مساعدة المواطنين وتخفيف أوجاعهم وإذلالهم. إن البرنامج الرابع المنظم والمبرمج يرتكز على الوعود الوهمية بمؤتمرات ومساعدات دولية، من خلال صندوق النقد الدولي والبلدان المانحة. الحقيقة المرة هي أن البلدان الصديقة لن تُرسل إلينا لا مادة المازوت ولا الكهرباء، ولا السيولة بالعملات الأجنبية، إنما الشرط الوحيد هو تنفيذ الإصلاحات المرجوة منذ عقود. في النهاية، هذه الحرب النفسية ليست جديدة ويستعملها السياسيون كلما تعرضوا للضغوط، وهدفهم تسليط الأضواء وحرف الأنظار، ورفع الملامة عنهم. هذه الحرب النفسية الجديدة، تهدف إلى ضرب وتهديم ما تبقى في أرضنا، وهي معنويات وطموحات وذكاء وريادة وابتكارات اللبنانيين، وخصوصا الشباب أينما كانوا. لكن نذكّر بفخر أنه يمكن أن يلين اللبناني لكن لن يركع ولن يستسلم، ولن يقبل بتغيير وجه لبنان.
المصدر: د. فؤاد زمكحل – صحيفة الجمهورية