“حكومة الفالج”: شدّوا الأحزمة؟
هل كان من الضروري أن يطالب الرئيس نجيب ميقاتي اللبنانيين المتضورين جوعاً بشد الأحزمة، ولماذا لا يشدها أعضاء منظومة النهب السياسية التي ذبحت لبنان؟ وهل كان من الضروري أن ينخرط ميقاتي في كل هذه الجدليات على امتداد شهر ونيف، وهو طالع نازل للتباحث مع الرئيس عون، في مسألة تشكيل “حكومة الفالج” التي لن تتمكن حتماً من وقف الإنهيار والاحتراق في نار جهنم، التي بشّرنا بها عون منذ أشهر؟!
كانت التجربة واضحة اولاً مع مصطفى اديب وثانياً مع سعد الحريري، وكان على ميقاتي ان يتنبه سلفاً الى انه ليس في حاجة ليكون بالتالي شريكاً يتقاسم مسؤولية الإنهيار المدوي، فأي حكومة بدعة تأتي ستكون مختومة بمباركة العصابة السياسية، وستكون حكومة الفالج ولن تستطيع في نهاية هذا العهد القوي جداً، ان توقف حجراً واحداً من لبنان، الذي ينهار كتلة من التراب واليأس!
حتى لو كانت هذه الحكومة من الملائكة الأطهار، فإنها لن تجرؤ على الدخول الى جهنم لانتشال لبنان من الحريق، لأن من الواضح ان الدخول الى نار جهنم يبقى أسهل من البدء بتنفيذ خطة إصلاحية تحارب الفساد والفاسدين، عندما تكون الدولة بشهادة رئيس جمهوريتها واقعة في قبضة الفاسدين. فكيف استطاع ميقاتي ان يقف أمام الصحافيين ويتحدث عن خطة حكومته وعن الإنقاذ وهو بالكاد ابتلع ليمونة “الثلث المعطل” في حكومته السعيدة؟
هل يمكن لدولة الرئيس، اقتلاع واحد من عصابة المنظومة الفاسدة التي تولد الحكومات من رحمها، وإلقاءه في برميل النفايات او في السجن وبئس المصير، لكي يصير مسموحاً الإنخراط في خطة إصلاحية جادة؟ طبعاً لا
ميقاتي، ليس رجل متاريس، فكيف له بعد الآن ان يتملص من مأزق الإنهيار المدوي والإنفجار الذي يقترب مثل قنبلة؟
يقول ميقاتي شدّوا الأحزمة، بعدما حدثنا عن ضمانات يملكها، لكنها تبخرت تباعاً وهو طالع نازل على بعبداً التي صار شريكها لا بل المسؤول قبلها عن الإنهيار، لأنه سيقال غداً ان كل هذا الفشل الآتي كالسيل هو من مسؤولية حكومة ميقاتي لا من مسؤولية العهد … ويقول ميقاتي للجوعى شدّوا الأحزمة … لا لقد تحطمت الطائرة سيدي!
المصدر: راجح خوري – صحيفة النهار