“فيلتر” نجيب

يملك نجيب ميقاتي صفاتٍ غير متوفّرة بأيٍّ من الوجوه السنيّة البارزة، وخصوصاً في نادي رؤساء الحكومات السابقين.
كان تمام سلام، في أحد الأزمنة، الرجل المناسب في فراغ الرئاسة في نهاية عهد الرئيس ميشال سليمان.
وكان سعد الحريري الرجل المناسب بما أنّه السنّي الأقوى في بداية عهد الرئيس “القوي” ميشال عون.
اليوم، ونحن على مشارف الارتطام في قعر الانهيار، وبعد عامٍ ونيف من “العلك” والعرقلة والعهر في التغاضي عن هموم الناس وحال البلد، كانت ولادة حكومة يرأسها نجيب ميقاتي الذي، عارضناه أو ناصرناه، وضعنا أملنا به أم بقينا على يأسنا، هو الرجل المناسب لهذه المرحلة.
لكنّ الحكومة التي يرأسها ميقاتي ليست مثاليّة أبداً. هي أفضل الممكن، يقول رئيسها، والتعويل عليه لكي يعوّض عن نقاط ضعفها، ومنهم رواة القصص عن الضفادع والعصافير، ومنهم الذين أسقطوا على حقائب وزاريّة لا يفقهون فيها.
التعويل على ميقاتي البارع في تدوير الزوايا، وهي حادّة جدّاً، والدبلوماسي الأنيق في الكلمة والسلوك، وصاحب الجسور مع الغرب والعرب، والرافعة لبلدٍ منهار وكثرت فيه الأزمات وندرت المبادرات.
ولا نبالغ إذا قلنا إنّ الطبقة السياسيّة التي فشلت في إدارة البلد طيلة سنوات تضع اليوم آمالها على ميقاتي لكي ينقذها على أبواب انتخابات نيابيّة ينتظرها كثيرون لـ “جلد” السياسيّين عبر الاقتراع لقوى التغيير.
فهذه الطبقة التي شوّهت البلد وتشوّهت صورتها في عيون الناس، تحتاج اليوم الى “فيلتر” نجيب ميقاتي لكي ينظر الناس بأملٍ أكبر الى هذا الوطن، على الرغم ممّا أصابه.
وبالمقابل، يحتاج نجيب ميقاتي وحكومته، بوجوهها البيضاء والسوداء، الى فترة سماح، علّها تخرجنا من جهنّم ومن طوابير الذلّ.
وما أضيق العيش في هذه الأيّام لولا فسحة الأمل و… “فيلتر” نجيب.

المصدر: زياد مكاوي – هنا لبنان

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us