دولة مارقة أو عاجزة؟

بوعيٍ تامّ من “حزب الله” وبـ “تواطؤ” تام من المستفيدين منه وبـ”تطنيش” تام من حلفائه المؤقتين يسير لبنان بخطىً ثابتة ليصبح، في المفهوم الدّولي، عضواً مركزيّاً في جمعيّة الدّول المارقة.

حتى الآن لا يزال رئيس الجمهوريّة اللّبنانية يطلّ دوريّاً على المجتمع الدّولي ليروي ما مرّ على لبنان من أزمات ويحضّه “على تحمّل الأعباء المرهقة النّاتجة عن أزمة النزوح”، وليطالبه بالوقوف إلى جانبه في عملية “ترسيم الحدود البحرية”.

وحتّى الآن لا يزال رئيس حُكومة لبنان يُستقبل في فرنسا، لسماع إملاءات فخامة الرئيس “إيمانويل ماكرون”، ولطلب المساعدات التقنية والسياسية.

وحتى الآن لا تزال “قوات اليونيفيل” تعمل في جنوب لبنان على تطبيق القرار 1701، بالتوازي مع تعزيز “حزب الله” لترسانته الصاروخية وقدراته العسكرية.

وحتى الآن لا يزال لبنان يعمل من دون كللٍ ولا ملل لتحسين موقعه المالي بعدما كشف الخبير الاقتصادي الأميركي، ستيف هانك، “أنّ لبنان تجاوز دولة زيمبابوي ليحلّ في المرتبة الثانية بعد فنزويلا في التضخم العالمي”، محمّلاً الطبقة السياسية مسؤولية ما آلت إليه الأمور.

حتى الآن هناك تصميم رئاسي، في السنة الأخيرة للعهد، على تحقيق إصلاحات وإنجازات تحتاج أقلّه إلى عهدين إضافيين من الجهد والمثابرة.

يشير مصطلح “الدول المارقة” إلى الدول “الحريصة” على خرق القوانين والسياسات الدولية التي تهدف إلى ضمان السلام على مستوى العالم.

بالإضافة إلى ذلك، فإن نوايا هذه الدول تشكل تهديداً لأمن بلدانها كما البلدان الأخرى في كل أنحاء العالم.

ويمكن اعتبار كوريا الشمالية “المثل المثالي” لدولة مارقة. وإيران وسوريا أيضاً، فهاتان الدّولتان تحتلان موقعاً متقدما مجسداً لمفهوم الدولة المارقة. كما أفغانستان في ظلّ حكم طالبان، وكما كانت ليبيا القذافي وسودان البشير وعراق صدام.

يعمل “حزب الله” بقوته الذاتية، وبـ “هيمنته” على أفرقاء السلطة، لإدخال لبنان المقاوم كعضوٍ ملحق بدولتين مارقتين لهما تاريخ عريق في انتهاك حقوق الإنسان، وكأداة تنفيذية لسياستهما الإقليمية، أي سوريا وإيران. والعين على كوريا الشمالية.

وما “كسر الحصار” المزعوم، سوى خطوة إضافية في اتجاه زعزعة أسس الدولة وخرق سيادتها. خطوة أشعرت نجيب ميقاتي بالـ “حزن”.

لكن في الحقيقة أخطأ ميقاتي بالتعبير! فإنتهاك السيادة أشعر رئيس حكومة لبنان بالعجز أمام هيمنة “الدويلة” على “الدولة”.

كما أن تهديد رئيس وحدة التنسيق والإرتباط الحاج “وفيق صفا” للمحقق العدلي في جريمة المرفأ، أشعر اللبنانيين، غير المنتمين إلى محور المقاومة، بالإهانة. تُرى بم شعر وزير العدل “هنري خوري”؟!

وبمَ شعر وزير الداخلية الجديد لدى مشاهدته “فهود” الحزب السوري القومي الإجتماعي في عرضهم العسكري الأخير في شارع الحمراء؟ بـ”حزن” أو بـ “عجز” يضاف إلى العجز الموروث على كل المستويات؟

النجاح المُستحق الوحيد الذي يبعد لبنان عن تصنيف الدول المارقة هو أكاديمية الإنسان للتلاقي والحوار. تأمنت أرض الأكاديمية ويبقى أن نتلاقى ونتحاور، “شعوباً وأمصارا” على مفهوم الدولة!

المصدر: عمر موراني – هنا لبنان

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us