نجاح واكيم: داعية الكراهية

أحيت السفارة الأميركية في بيروت قبل أيام الذكرى الثامنة والثلاثين لاستشهاد 241 جندي من جنودها في تفجير إنتحاري بطله المجرم الإيراني اسماعيل أسكاري. استهدف التفجير ثكنة المارينز في بيروت ب 12000 رطل من مادة “تي إن تي”، ما حوّل المبنى إلى أنقاض. وفي اليوم نفسه، أي في 23 تشرين الأول من العام 1983 استهدف انتحاري مبنى دراكار حيث يتمركز الفوج الأول للمظليين الفرنسيين ما تسبب باستشهاد 58 جنديا فرنسياً. التحقيقات الأميركية ـ الفرنسية تقاطعت حول دور مركزي لعماد مغنية في التخطيط للعمليتين، كما لتفجير السفارة الأميركية في بيروت في 18 نيسان 1983. تبنت حركة “الجهاد الإسلامي” مسؤولية التفجيرات الثلاث، وهذا التنظيم ليس سوى الوجه العملاني السري لـ “حزب الله” وقيل أن عماد مغنية كان موجوداً على سطح بناء مجاور مطل على مقر المارينز وراقب الجريمة الإرهابية المُحكمة. أي كراهية للغرب هذه؟ أي عقل حاقد يدير مجاهدين قتَلة؟ أي إيديولوجية تلك المحتفية بالدم والأشلاء؟ ويقتضي تذكير المهتمين بالوقائع، أن القوات العسكرية المستهدفة في خريف العام 1983، كانت جزءاً من القوة متعددة الجنسيات المكونة من أربع دول هي: الولايات المتحدة، فرنسا، إنكلترا وإيطاليا، كقوة فاصلة تهدف إلى الإشراف على الانسحاب السلمي لمنظمة التحرير الفلسطينية. كما تولّت تلك القوة مسؤولية تدريب وحدات من الجيش اللبناني. بدلاً من اعتذار متأخر 38 عاماً، تجاهلت الجهة المسؤولة عن واحدة من جرائم التفجير المروعة كما عن أعمال خطف الأجانب الأمر. صفحة سوداء للأميركيين وطويت. ومهمة جليلة بالنسبة إلى المقاومة الإسلامية وأنجزت. لكن ذاكرة النائب السابق نجاح واكيم أبت أن تنام أو أن تتجاهل الحدث الدموي. هي ذاكرة حيّة تعيش على الكراهية، والكراهية فقط. فنائب بيروت السابق، الأسدي التوجه، حليف “حزب الله” الوفي، عبّر عن مشاعره الصادقة تجاه 241 ضحية بتغريدة نوعية قال فيها: “في ذكرى تفجير مقر المارينز. تنذكر وتنعاد. في حامات ورياق. وفي أي مكان يتواجد فيه الأميركيون ببلادنا”. تخطى النائب السابق كل الحدود الأخلاقية، تخطى عماء قلوب المخططين للهجوم الإنتحاري، تخطى من لم يعترفوا يوماً جهاراً بتلك العملية. تخطى السيء والأسوأ بين سياسيي الممانعة… حتى أنه تخطى واقع أن اثنين من أولاده الثلاثة درسا في الجامعة الأميركية في بيروت وتخرجا منها وليس من جامعة طهران أو من جامعة بيروت العربية كوالدهما. دعا داعية الكراهية “العلماني” بوضوح لا يحتمل اللبس، إلى قتل الجنود الأميركيين ب”إعادة” سيناريو الـ 1983، ولو وجد بعضهم في ثكنات الجيش اللبناني كخبراء أو مدرّبين! حتى أنه لم يحدد في تغريدته المرغوب بتفجيرهم. يكفي أن يكونوا أميركيين يقيمون على أرض لبنان. وهنا نسأل: أين القضاء العسكري من دعوة واكيم الصريحة إلى القتل؟ أين رئيس مجلس النواب؟ أين منظمات المجتمع الأهلي؟ أين وزير الصحة لا يتحرّك لحجر المضطرب عقلياً في دير الصليب، قبل أن يتفاقم وضعه؟

المصدر: عمر موراني – هنا لبنان

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us