قرداحي يضع لبنان في مأزق كبير: بلطوا البحر

حاول بعض الذين إلتقاهم الرئيس ميقاتي من قادة دوليين، على هامش قمة “غلاسكو” ، الإستفسار عن الأسباب التي تحول دون عقد مجلس الوزراء إجتماعاته المعتادة.
لم يفهم كل هؤلاء كيف أن حكومة تحمل إسم “معًا للإنقاذ” لا تجتمع ولا تقرّر ولا تساهم في التخفيف من معاناة اللبنانيين .
وما لم يفهمه الآخرون، ومعظم اللبنانيين أيضًا هو ذاك الخلط بين ما يجب أن تقوم به الحكومة من خطوات إنقاذية، ولو بصعوبة، وبين التدّخل في العمل القضائي، الذي يُفترض أن يكون مفصولًا كليًا عن الإهتمام الحكومي. فلكل عمله. ولو قام كل فريق بما هو مطلوب منه لما وصلنا إلى ما وصلنا إليه من أزمات بات يتطلب حلّها إلى أكثر من معجزة.

وعلى رغم هذا الجو المشحون فإن كثيرين يتوقّعون أن تعاود الحكومة جلساتها “الإنقاذية”، وذلك تجاوبًا مع مساعي رئيسها المصمّم على تحقيق ما خطّط له .
اصبح الجميع، على قناعة تامة أن ما قام به من خطوة تعطيلية لم تؤدِ إلى مبتغاها، بل زادت الأمور تفاقمًا، ونتج عنها المزيد من التشنج والتعقيد، خصوصًا بعد إصرار وزير الإعلام على موقفه وعدم تجاوبه مع التمنيات المخلصة لتقدير مصلحة لبنان قبل أي مصلحة أخرى.
فالوقت على رغم أهمية الحفاظ على كرامة كل مواطن لبناني ليس وقت “بطولات وهمية”، من دون التقليل من أهمية هذه الوقفات لو كان الظرف مغايرًا للواقع المأزوم الذي يعيشه لبنان، ومدى حاجته إلى كل مساعدة ممكنة تأتيه من الشقيق قبل الصديق.
ويُعتقد أن إستقالة قرداحي، الذي يحاول أن يؤسس على موقفه لمراحل سياسية شخصية لاحقة، قد تكون مقدمة لحلحلة الوضع مع المملكة العربية السعودية وسائر دول الخليج، على أن تليها محادثات ثنائية على أعلى المستويات بين بيروت والرياض لإعادة هيكلة علاقات ديبلوماسية متينة وثابتة وغير خاضعة للإهتزاز، وضرورة إحترام سيادة وخصوصية كل منهما للآخر.
فالإتصالات مستمرة وقائمة، ولكن دون تحقيق هذه الغاية صعوبات كثيرة، وأهمّها إقناع الوزير قرداحي بتقديم إستقالته، وهو على ما يبدو مصرّ على موقفه ولن يقدّم هذه الإستقالة حتى ولو على طبق من قشّ، وقد أتته نفحة دعم جديدة من خلال بيان كتلة “الوفاء للمقاومة”.

المصدر: اندريه قصاص – لبنان24

هل تريد/ين الاشتراك في نشرتنا الاخبارية؟

Please wait...

شكرا على الاشتراك!

انضم الى قناة “هنا لبنان” على يوتيوب الان، أضغط هنا

Contact Us